رئيس التحرير
عصام كامل

حكومة الاحتلال الجديدة تخطط لـ«حرب الصيف» على «غزة».. القيادة في «تل أبيب» تخلى المستوطنات المحيطة بالقطاع وتمهد الطريق للعمليات العسكرية.. «يعالون» يهدد بالتصع


يبدو أن حكومة الاحتلال الجديدة تستعد للحرب القادمة ضد قطاع غزة، وبدا ذلك جليًا في الخطط الأخيرة التي اتخذتها القيادة العسكرية الإسرائيلية والتي بدأت بإخلاء المستوطنات المحيطة بالقطاع وصولًا إلى قصفه الليلة الماضية.


وضع تصور جغرافى للمنطقة

وفى إطار الاستعداد لتلك الحرب صممت قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي في أعقاب تشكيل الحكومة الجديدة مبنى ثلاثي الأبعاد يشمل جغرافية قطاع غزة والمستوطنات المحاذية لها.

وقالت القناة السابعة العبرية إن التصميم يهدف إلى تعريف الجنود عن قرب لطبوغرافية وجغرافية القطاع ومستوطنات الغلاف، بهدف التعرف عن قرب على مدنها وموقعها الجغرافي مقارنة بالمستوطنات القريبة.

وذكرت أن مساحة المبنى المصمم تبلغ 50 مترا مربعا، وتظهر فيه المستوطنات القريبة من القطاع والسياج الفاصل إضافة للمدن المركزية. وعلق قائد المنطقة العسكرية الإسرائيلية على الخطوة قائلا إن هذا المبنى يساعد على التمهيد للتدريبات العسكرية بشكل فعال من خلال الاطلاع على الخرائط والصور الجوية.

إخلاء المستوطنات

من جهة أخرى، أكدت مصادر عسكرية اقتراب الجيش الإسرائيلي من الانتهاء من بلورة خطة شاملة لإخلاء سكان مستوطنات غلاف قطاع غزة حال اندلاع الحرب ووفقا لقرارات الكابينت في حينها.

وذكرت صحيفة "معاريف» إن الخطة التي أطلق عليها اسم «مسافة آمنة» تشمل إخلاء المستوطنين من الكيبوتسات التي تبعد حتى 7 كم من حدود القطاع. وأشارت إلى أنه تم إبلاغ غالبية المستوطنين بمكان استيعابهم الجديد استعدادا لاندلاع مواجهة جديدة وفقًا لتقديرات الجيش الإسرائيلى والمستوى السياسي بدولة الاحتلال.

شن غارات ضد القطاع

وركزت صحف الاحتلال الصادرة اليوم في عناوينها الرئيسية على الصاروخ الذي اطلق من قطاع غزة، أمس، باتجاه إسرائيل وانفجر بالقرب من بلدة جان يبنيه في الجنوب والذي كان ذريعة إسرائيلية لإطلاق أربع غارات من جانب الاحتلال على القطاع الليلة الماضية ردًا على صاروخ واحد فقط.

خرق للهدوء النسبى

وبحسب التوجه الإسرائيلى سلط الإعلام الصهيونى الضوء على أن إطلاق هذا الصاروخ هو بمثابة خرق للهدوء النسبي الذي تم التوصل إليه في أعقاب حرب الجرف الصامد، مشيرة إلى أن الصاروخ هو من نوع جراد وأنه لم يسفر عن إصابات أو أضرار.

وكان التصعيد بإطلاق الصواريخ من غزة على البلدات الجنوبية الإسرائيلية عام 2014 أحد أسباب الحرب الدامية بين إسرائيل والفصائل المسلحة في القطاع.

وخلال الحرب، أطلق الفلسطينيون أكثر من 4،000 صاروخ على بلدات ومدن إسرائيلية، بعضها وصل تل أبيب، وحتى ضواحي حيفا الشمالية

وكانت صافرات الانذار انطلقت مساء أمس في منطقة اشدود وبلدات أخرى في المنطقة، وقامت قوات الأمن في ساعات المساء بتمشيط المنطقة بحثا عن بقايا الصاروخ، فيما تم نقل فتاة (15 عاما) من أشدود إلى المستشفى جراء إصابتها بالصدمة.

الصاروخ الثالث منذ "الجرف الصامد"

وهذا هو الصاروخ الثالث الذي يتم إطلاقه باتجاه إسرائيل منذ عملية "الجرف الصامد". وحسب تقديرات الجهاز الأمني فان سبب إطلاق الصاروخ هو صراع داخلي في قيادة الجهاد الإسلامي، بسبب تعيين قائد جديد للذراع العسكري في غزة.

ويرى الجهاز الأمني الإسرائيل إنه في أعقاب هذا الخلاف قرر أحد المعسكرات المنافسة إطلاق الصاروخ نحو إسرائيل كوسيلة لتصعيد المواجهة الداخلية. وعلى هذه الخلفية يبدو أن الرد الإسرائيلي سيكون محدودا. ورغم أن إسرائيل ستحمل المسئولية لحركة حماس، إلا أنها ليست معنية بتصعيد الأوضاع معها.

وبالرغم من عدم تبني حماس للهجوم، وأن مصادر في غزة تقول على الأرجح أنه أطلق من قبل أعضاء في الجهاد الإسلامي، فإن إسرائيل تحمل حماس مسئولية جميع الهجمات الصادرة من قطاع غزة.

تصعيد محتمل

وحتى التصريحات التي صدرت عن قادة الاحتلال تشير إلى أن هناك تصعيدا محتملا يقود إلى حرب مقبلة في غزة، حيث خرج وزير جيش الاحتلال، موشيه يعالون، اليوم مهددًا بأن قطاع غزة سوف تدفع ثمنًا باهظًا بسبب إطلاق الصواريخ على إسرائيل.

وحين تطرق رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لشأن إطلاق الصواريخ،، من قطاع غزة. أكد على أن إسرائيل ترى أن حماس هي المسئولة عن أي إطلاق نار يخرج من قطاع غزة". وشدد على أن جيش الاحتلال سيفعل كل ما بمقدوره للحفاظ على أمن إسرائيل.

دعوات إسرائيلية لرد مؤلم

وكانت هناك دعوات إسرائيلية طالبت برد حازم ضد القطاع، حيث دعا النائب عمر بارليف (المعسكر الصهيوني)، رئيس الحكومة بالرد بشكل حاد وقوي على حماس التي تتحمل المسئولية الكاملة عن كل نوع من إطلاق النيران أو العمليات المسلحة التي تخرج من غزة، وتوقع أن تكون هناك جولة قادمة في القطاع.

وبدوره، قال عضو الكنيست "بتصلئيل سموتريتش" من حزب البيت اليهودي أن أمن إسرائيل لن تحققه المفاوضات حول حدود المستوطنات، ولا استجداء المفاوضات بدون ضمانات دولية، ويمكن فقط للرد العاجل والمؤلم أن يعيد قوة الردع للجيش ويمنح سكان الدولة كلهم، وسكان الجنوب خاصة، الهدوء والشعور بالأمن".
الجريدة الرسمية