رئيس التحرير
عصام كامل

الدعوة بالتسويق ركيزة إيمانية فى مواجهة استبلاء العلمانية (2)


بما أن دعوة الرسل واحدة إلى الله الواحد الأحد المتفرد ذاتاً وصفاتاً وأفعالاً بالألوهية والربوبية حيث قال جل وعلا: "شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِى أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ " (الشورى)

وسنجد بغيتنا مع نبى الله نوح عليه السلام حيث أنه ضرب مثالاً رائعاً فى التسويق بشتى الطرق لدعوته ودينه والوحى المنزل عليه من ربه - إن جاز لنا ذلك - فنجده تارة يحذر قومه من الغفلةِ عن عظمةِ الله كما قال رب العزّة على لسانه:"مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا "

ثم راح يذكرهم بفضل الله جل وعلا عليهم فى الإيجاد أصلًا مع الحكمة فى التدرج بقوله: " وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا" .... وذلك بعد أن ذكر لهم محاسن الرجوع إلى الفطرة بالاستغفار ومنافعها ومكاسبها أى التوبة من الشرك إلى الإيمان والتوحيد لله بالعبودية قائلًا:" فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا " ( نوح ) .

وذلك بعد أن أسَرّ لهم بدعوته ثم جهر بها وأعلن إعلاناً ودعاهم ليلاً ونهاراً قائلاً كما حكى القرآن عنه: "قالَ رَبِّ إِنِّى دَعَوْتُ قَوْمِى لَيْلا وَنَهَارًا * فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِى إِلاَّ فِرَارًا * وَإِنِّى كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِى آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا * ثُمَّ إِنِّى دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا * ثُمَّ إِنِّى أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا * فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا * مَّا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا * وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا * أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا * وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا * وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الأَرْضِ نَبَاتًا * ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا * وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ بِسَاطًا * لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلا فِجَاجًا "( سورة نوح )

وقد بين نوح عليه السلام لقومه قدرة الله وعظمته فى خلقه واستدل بالآيات الكونية على ذلك وآلاء الله عليهم فى الأرض وهذه هى قمة الدعوة بالدعاية والإعلان والمناظرة بالحجة الداحضة وقد فند عليه السلام المزيج التسويقى إلى ( تعظيم ومنافع وآيات ودلالات وآلاء ) للمدعو إليه وهو الله سبحانه تعالى .

الجريدة الرسمية