هجوم «وزير التعليم» على معلمي «ضعاف القراءة» يثير جدلًا واسعًا.. «الرافعي»: المدرسون لا يجيدون اللغة.. «فودة»: امتهنوا التدريس بواسطة «التنسيق»..
شن وزير التربية والتعليم، الدكتور محب الرافعى، هجومًا حادًا على المعلمين، بعدما صرح بأن الأزمة في تطبيق اختيار تقييم مستوى القرائية ليست في التلاميذ ضعاف القراءة والكتابة فقط، وإنما في وجود بعض معلمى اللغة العربية والموجهين لا يجيدون تعليم الطلاب، الأمر الذي أثارًا جدلًا واسعًا في الأوساط العلمية.
تدريب المدرسين
وواصل الوزير هجومه، مؤكدًا أن المعلمين لا يؤدون دورهم بشكل أمثل، مؤكدا أنه لن يستمر هذا طويلا، مع وجود منظومة ثواب وعقاب، معربا أن نجاح تجربة القرائية لن تتم إلا بتضافر الجهود
وأضاف الوزير أنه سيتم بدء تدريب المدرسين بداية من شهر يونيو المقبل، لمدة أسبوعين، مشيرا إلى ضرورة وضع ألية للتدريب لإجمالي عدد معلمي اللغة العربية في المرحلة الابتدائية، وأنه سيتم التدريب من خلال الأكاديمية المهنية للمعلمين، ومراكز التدريب المتوفرة في كل المحافظات، مؤكدا أنه بذلك يتم حل المشكلة من جذورها، لضمان تحقيق تعليم جيد للطالب.
كلام حقيقى
ومن جهته، علق أشرف فودة الخبير التربوى، على تصريحات الوزير، قائلًا إن كلامه "في الجون"، مؤكدًا أن مستوى المدرسين أصبح متدنيا، وأشار فودة إلى أن ذلك يرجع لعدة أسباب، أهمها أن خريجى كليات التربية غير مؤهلين للتدريس، نظرا لأن الطالب في البداية دخل الكلية رغما عنه، قائلا: "مجموعه هو اللي دخله الكلية"، وذكر أن الطالب لم تكن في حساباته أن يعمل مدرسا لكن التنسيق هو الذي دفعه لذلك.
فرص التواصل
وأوضح فودة أن كليات التربية على مستوى الجمهورية يوجد بها أعداد كبيرة جدا، يتخطى الآلاف بكل كلية، مشيرا إلى أن ذلك يقلل فرصة تواصل الطالب مع الدكتور والحصول على المعلومة، نافيا وجود ربط بين النظرية والتطبيق من خلال أدوات التعليم غير المترابطة والمناهج التربوية، مطالبًا بتطوير المناهج، حتى تتواكب مع مقتضيات العصر.
منتج ضعيف
وتابع الخبير التربوى:"كل ذلك يؤدى في النهاية إلى منتج ضعيف، لأن دور التربية والتعليم ضعيف جدا في تخريج المعلم الفعال، كما أن افتقاد التدريب أدى أيضا إلى ظهور معلمين غير مؤهلين، كما أن المعلم محبط لأن راتبه لا يكفيه، لذلك لا يحاول أن يطور نفسه عن طريق شراء الكتب والتقديم في الدورات التي تؤهله لذلك".
تدريبات الوزارة
وأضاف فودة أن التدريبات أصبحت مدفوعة الأجر قائلا: "مش ذى زمان كانت ببلاش" وأوضح أن الدكتور محمود أبو النصر وزير التربية والتعليم السابق قد عين مدرسين مساعدين خلال الفترة الماضية، وبعد عام من تعيينهم تمت ترقيتهم.
مستوى سىء
ومن جانبه، قال الدكتور حنفى السيد، الخبير التربوى، إن المعلم تؤرقه عدة مشاكل، أولها التحاقه بالكلية وفقا للتنسيق، وافتقار التدريب في الكلية، وبعد التخرج، قائلا: "عندنا مشكلة في الخريجين أهمها أنه لا يعرف اللغة"، وأضاف حنفى أن هذه المشكلات موجودة منذ عقود لأن معظم الخريجين مستواهم سىء".
وذكر:" هناك غير متخصصين يعملون بالتدريس وهم خريجو الدبلومات الفنية وغيرهم من غير المتخصصين، لافتا إلى أن التعليم أصبح مهنة من لا مهنة له، وتابع:" لو أجريت اختبارات على المدرسين في المدارس الخاصة والحكومية هتلاقى المستوى سىء جدا".
الدروس الخصوصية
أوضح الدكتور أحمد طوبال، الخبير التربوى، أن المدرسين المؤهلين أحيلوا للمعاش، وانشغلوا في أمور أخرى، مضيفًا أن المدرس في الوقت الحالى يعطى وقته بالكامل للدروس الخصوصية، ويترك الشرح في المدرسة، وأشار طوبال إلى أن هناك أعدادا كبيرة من الخريجين غير مؤهلين للعمل.
وأضاف أن كل مدرس لابد أن يحصل على دورات لتنمية مهاراته، مضيفًا: "ودا ما بيحصلش"، كاشفًا أن المدرسين في أنحاء العالم لا يتم ترقيتهم إلا بعد الحصول على دورات، مؤكدا أن الوزارة لا يوجد لديها إمكانيات للإنفاق على الدورات، قائلا: "عندنا 1.3 مليون مدرس، مش هنقدر ندربهم لأنهم يحتاجون لميزانية بديلة لتدريبهم".