رئيس التحرير
عصام كامل

"البترول" تتخبط فى قراراتها وتتهم الإعلام بافتعال أزمة السولار.. زهران: قرارات الوزارة عشوائية وغير مدروسة.. عرفات: الوزير لم يستوعب الأزمة ويعلق فشله على أصحاب محطات الوقود

المهندس اسامة كمال
المهندس اسامة كمال وزير البترول

تسود حالة من التخبط داخل وزارة البترول، بشأن التصريحات المتضاربة حول أزمة المواد البترولية وخاصة السولار والتى تشهدها البلاد مؤخرا، حيث أصدر أول أمس وزير البترول المهندس أسامة كمال، قرارا بإقالة كل من نائب رئيس هيئة البترول للعمليات، ورئيس شركة مصر للبترول بسبب تفاقم أزمة السولار وعدم قدرتهما على حلها، وجاء قرار الإقالة والإطاحة بهما فى بيان رسمى أصدرته الوزارة وحصلت "فيتو"، على نسخة منه.


ثم غادر الوزير القاهرة متجها إلى قطر فى مهمة سرية بتكليف من رئيس الجمهورية، وحينما عاد من قطر مساء أمس الثلاثاء قام بتكذيب بيان الوزارة ونفى فى بيان رسمى آخر قرار إقالة رئيس العمليات ورئيس شركة مصر للبترول.

اتهمت وزارة البترول، وسائل الإعلام بافتعال أزمة السولار والضغط عليها، ما جعل الوزارة تقوم بضخ كميات إضافية من السولار خلال اليومين الماضيين تقدر بنحو 35 ألف طن يوميا.

وشهدت محافظات مصر منذ بداية الأسبوع الجارى نقصا حادا فى السولار بمحطات الوقود، ما أدى إلى إضراب جماعى لسيارات الميكروباص والسرفيس بمختلف المحافظات، وقطع الطرق الرئيسية بالشوارع والميادين.

أكد المهندس محمود نظيم، وكيل أول وزارة البترول أن الوزارة قامت بضخ كميات إضافية من السولار تقدر بنحو 1,5 مليون لتر، منهم مليون لتر بمحطات "وطنية" التابعة للقوات المسلحة، وذلك لالتزامها بعمليات التوزيع دون أى نقص فى الكميات المطروحة، كما تم ضخ نصف مليون لتر بالأسواق ومحطات الوقود الأخرى.

وأشار "نظيم" إلى أنه تم التنسيق مع الجهات الأمنية والتموين والجهات الرقابية لإحكام الرقابة على الأسواق ومحطات الوقود والموانئ للحد من عمليات التهريب والسرقات، لافتا إلى أنه لا يوجد نقص الآن فى السولار، مطالبا وسائل الإعلام بعدم الضغط على الوزارة وتحميلها أزمة السولار، مؤكداً وجود عمليات تهريب للمواد البترولية هى التى أدت إلى حدوث أزمة فى السولار.

وقال الدكتور إبراهيم زهران، الخبير البترولى، إن قرارات وزارة البترول بشأن أزمة السولار الحالية قرارات عشوائية وغير مدروسة، وهذا يدل على فشل الوزارة فى إنهاء الأزمة لعدم وجود كوادر تسطيع أن تتغلب على الأزمة.

وأشار "زهران" إلى أن الأزمة تتلخص فى عدم وجود منتج وذلك لعدم وجود سيولة نقدية لاستيراد السولار، بالإضافة إلى ارتفاع سعر الدولار، كما يجب استغلال معامل تكرير البترول المتوقفة لتكرير البترول الخام ليعود بالنفع على المنتج المحلى.

وقال الدكتور حسام عرفات، رئيس شعبة المواد البترولية باتحاد الغرف التجارية، إن وزير البترول لم يستوعب الأزمة الحالية حتى الآن، ويبرر فشله باتهامه لأصحاب محطات الوقود بالسرقة، مشيرا إلى أن عمليات التهريب والسرقة تتم قبل أن تصل محطات الوقود عبر الموانئ والأنفاق، مطالبا الوزير بنشر الصور والفيديوهات وأسماء المهربين الذى يتهمهم وزير البترول.

كما طالب "عرفات" وزارة البترول بضخ 40 ألف طن سولار يوميا بالأسواق لمدة أسبوع حتى يتم إنهاء الأزمة الحالية، مشيرا إلى أنه لم يتم ذلك فلن تحل الأزمة الحالية خاصة أن موسم الحصاد يبدأ خلال الأسبوع القادم فلابد من توفير المنتج قبل لنتهاء الأسبوع الجارى حرصا على المحاصيل الزراعية قبل تلفها.
الجريدة الرسمية