تعالوا نعارض السيسي!!
أخشى أن تظل موجة التخوين سائدة داخل الأوساط السياسية والصحفية والفكرية.. إذا عارضت السيسي أو اختلفت مع النظام تصبح في خانة الأعداء.. إذا أغضبك قرار صادر عن مؤسسة الرئاسة وعبرت عن غضبك، إذن أنت واحد من الخلايا النائمة للجماعة الإرهابية.. إن قلت إن أولويات الرئيس لا تسير وفق ما أعلنه من برنامج انتخابي إذن أنت واحد من فريق المتآمرين مع شفيق أو عنان أو حتى الشيطان.
متى تكون معارضة الرئيس واجبا وطنيا؟.. عندما تكون معارضة بناءة تتحدث عن أوجه الحقيقة كلها.. تتحدث عما يرضيك وعن وجهة النظر الأخرى التي تختلف معها دون أن تشوهها.. تنتقدها وتؤيد وجهة نظرك دون أن تسفه من أفكار الآخرين.. عندما يصبح همك الأساسي أن تبقى الصناديق هي المعبر الحقيقي عن مؤشرات التأييد أو الرفض.. عندما ترسخ في أذهان العامة أننا عندما نختلف فإننا لا ننكر على الآخرين وطنيتهم وإخلاصهم.
تصبح المعارضة طريقا بناءً، إذا اختفى من الساحة هؤلاء الذين يتصورون أنه يمكن إعادة إنتاج مبارك جديد وبملامح مغايرة.. تصبح المعارضة واحدة من أدوات الحماية.. حماية النظام والعباد والبلاد، إذا ما كانت صاحبة مبادرة إيجابية.. اطرح البديل وتحدث عنه في كل الوسائل.. قدم مشروعك باعتباره الأفضل، ودافع عن وجهة نظرك دون الإساءة للآخرين.. قل للرئيس إن ما فعله عظيم وسيكون أعظم في المرة القادمة لو أضاف إليه كذا وكذا وكذا.
ادفع الحكومة للأمام، بتوفير بدائل فكرية واقتصادية ومشروعات قابلة للتنفيذ.. قدم للوزراء أجندات من داخل أحزابك أو من بؤرة أفكارك وأطروحاتك، لعلنا نكون لهم عونا.. راقب الفساد وأبلغ عنه، وأنت على يقين أنك مجرد صاحب بلاغ ولست قاضيا.. انثر على الناس آداب الاختلاف وقيم التسامح وعظمة التباين، دون أن ترى نفسك ملاكا وغيرك شيطانا.. إذا فعلنا ذلك فإننا سنكون معارضين أكثر نفعا للرئيس من فرق المطبلاتية.
