رئيس التحرير
عصام كامل

«التدخين» وباء يصيب الصغار.. 500 ألف طفل تحت الـ16 سنة يتعاطون السجائر.. طبيب يحذر من تعرضهم للسرطان المبكر والوفاة.. ويؤكد: غياب القانون وراء انتشار الظاهرة.. والإعلام وأصدقاء السوء «أ


أكدت رابطة تجار السجائر بالقاهرة والجيزة أن قرابة 500 ألف طفل تحت السن القانونية "16 سنة" يشترون السجائر من المحال الكبرى والأكشاك.

وأوضحت أن ما يشجع على ذلك هو غياب جميع أشكال التوعية والرقابة سواء من الحكومة أو منظمات المجتمع المدنى، خاصة أن جميع الأجهزة الحكومية تعتقد خطأ أن المكافحة فقط للمخدرات، وتناست أن بداية الطريق للإدمان هي تدخين الأطفال السجائر والمعسل.

تنامى الظاهرة

وقال أسامة سلامة، رئيس الرابطة: إن قرابة 2 مليون فتاة وسيدة، يشترين السجائر من التجار الصغار، محذرا من تنامى ظاهرة تدخين القصر خاصة من طلاب المدارس والجامعات.

وطالب سلامة بتكاتف الجهود الحكومية مع منظمات المجتمع المدنى وشركات السجائر للقيام بحملة توعية موسعة تستهدف القصر وصغار التجار عبر وسائل الإعلام المختلفة.

اختناقات في الشعب الهوائية

قال الدكتور أشرف فايد، عضو نقابة الأطباء، إن التدخين له عواقب كبيرة على الأطفال، موضحا أنه يعمل على اختناقات في الشعب الهوائية ويشعر الطفل بضيق في التنفس وتمدد رئوى.

وأشار فايد إلى أن مادة النيكوتين تؤدى إلى ارتفاع الضغط وتراكم الدهون على الأوعية الدموية، التي تؤدى في النهاية إلى قصور في الشرايين التاجية التي تنتهى بجلطات للقلب ومنها إلى الوفاة.

وأضاف أن الأجهزة التنفسية عند الصغار تختلف عن الكبار لأن الأطفال يستقبلون أي شوائب بسهولة، وبالتالى يؤثر عليهم التدخين بشكل أكبر.

وقال: "الطفل يستنشق الدخان لكن لا يستطيع إخراجه مرة أخرى"، ويؤثر ذلك أيضا على الجهاز الهضمى من خلال صعوبة الهضم والتهابات المعدة التي تؤدى إلى القرح.

وأكد فايد أن التدخين يجعل الإصابة بالسرطان للأطفال أسرع من الكبار، مثل سرطان الرئة والمثانة والأمعاء الذي بدوره يؤدى إلى الوفاة، مشيرًا إلى أن التمدد الشعبى يؤدى إلى الوفاة على المدى البعيد وأن السرطان أيضا يؤدى إلى الوفاة بالنسبة للأطفال أكثر منهم في حالات الكبار.

قانون مستعص

أوضح الدكتور سيد بحيرى، أستاذ القانون، أنه لا يوجد قانون لمنع بيع السجائر للأطفال، مشيرا إلى أنه في حال صدور قانون لن يطبق، لأن المشكلة تأتى في تربية الأبناء وليس بوضع قوانين.

وأضاف أنه لإصدار قانون لا بد في البداية من إصدار تشريع للبائعين والسوبر ماركت بعدم بيع السجائر للشباب تحت الـ18 سنة، مؤكدا أن المشكلة ليست بمنع تداولها، قائلا: لازم نمنع الرغبة من البداية.

الجماعات المرجعية

أوضح الدكتور محمد عبد الحليم أستاذ علم الاجتماع، أن شخصية الطفل تتكون عن طريق ميوله الاجتماعية من خلال الأصدقاء الذي يقوم بتقليدهم في جميع تصرفاتهم.

وأكد عبد الحليم أن التنشئة الاجتماعية لها دور كبير في حياة الأطفال الذين يقلدون آباءهم، فإذا كان الأب مدخنا فالابن دائما يكون مدخنا.

وأشار إلى أن الإعلام يروج أيضا لظاهرة التدخين من خلال الأفلام والمسلسلات التي تروج للسجائر والمخدرات وكذلك الأسلحة.

وأضاف أن الضغوط الاجتماعية التي يمر بها الطفل تمثل العامل الأكبر مثل العوامل الاقتصادية التي تجعل الشباب في بعض الأحيان في حالة مزاجية سيئة، قائلا" التدخين سلوك اجتماعى خاطئ، الطفل لاحظه وجربه، وتعلمه، وفى النهاية أدمنه ".
الجريدة الرسمية