رئيس التحرير
عصام كامل

عبيد حسن البنا


لك أن تعلم أنني حاليًا على يقين كامل، من أن أفراد جماعة الإخوان يقدسون حسن البنا، لدرجة أنه من الممكن أن تخرج في مستقبل الأيام فرقة كفرقة الشيعة تسمي نفسها الربعاويين، أو البناويين، أو أي اسم يدل على مجموعة من المخابيل يعتبرون البنا نبيهم.

وما أقوله هنا في الحقيقة ليس تعسفا ولكنه قراءة لماضيهم وحاضرهم، وأظن أننا كلنا نعرف حاضرهم ونعيشه لحظة بلحظة، ولكن ما الذي قالوه وقت مقتل نبيهم مبعوث إبليس حسن البنا، اقرأ يا صديقي وتعجب.. فحين قـُتل البنا كانت وفاته نكبة على رءوس الإخوان، فبكوه وأسرفوا في البكاء، ورثوه وأسرفوا في الرثاء، ولمَّا جمع الإخوان ما قيل عن البنا - من الإخوان الذين صاحبوه - وضعوا ما قالوه في كتاب يؤرخ تقديسهم لشيخهم، فإذا قرأت هذا الكتاب سينال منك العجب؛ لأنك لن تجدهم يتحدثون عن واحد من بني البشر، ولكنهم كلهم يتحدثون عن نصف إله.

وعلى سبيل المثال، فهذا مصطفى السباعي الذي كان مراقب الإخوان في سوريا، يقول: فما هو إلا النور المرسل من السماء؛ ليكشف عن أهل الخلود ظلماتهم، ثم يظل في السماء دائمًا وأبدًا، ولن يختلط بتراب الأرض، إلا كما تقع أشعة الشمس على أعلى القصور وأدناها "حسن البنا بأقلام تلاميذه ومعاصريه لجابر رزق، صفحة 104".

الصورة التي رسمها مصطفى السباعي هنا لمرشده البنا، هي الصورة الماثلة في أذهان عموم الإخوان، البنا عنده وعندهم ليس بشرا عاديا يمشي مثلنا في الأسواق وتأكل أمه القديد في المحمودية، ويرد عليه ما يرد على باقي البشر من نقص وذلل وهوى وخطأ، ولكنه نور من السماء، نور خالص لا يختلط به زيغ، أنزله الله من السماء ليكشف الظلمات التي كانت تخيم على الأرض فيحيلها نورا سرمديا، ومع ذلك فإن هذا النور لن يتنازل كما تنازلت الأنبياء من قبل!! 

فيهبط على الأرض ليختلط بالناس، هاديًا لهم ومنيرًا لهم حياتهم، ولكنه سيظل في السماء لا يتدنس بطين الأرض، يظل في السماء مثل الشمس، بعيدًا عن بني البشر، فقط أشعته الذهبية هي التي ستصل إلينا، أما هو ففي السماء دائمًا وأبدا!!.. هل نملك إلا أن نتعجب من هذه العبارات الشركية ونقول سبحان الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
الجريدة الرسمية