تحرير الفكر.. وتجديد الخطاب الديني
في الأول من يناير الماضي، وخلال احتفال مصر بالمولد النبوي الشريف، أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي دعوته لتجديد الخطاب الديني، مشيرًا إلى أنه يُحمِّل الأزهر الشريف - إمامًا ودعاة - مسئولية تجديد الخطاب الديني، والدعوة بالحُسنى، وتصحيح الأفكار والمفاهيم التي ليست من ثوابت الدين، وطالب بثورة دينية لتغيير المفاهيم الخاطئة، وما انفكّ الرئيس السيسي يؤكد على ذلك.
ومنذ ذلك اليوم، انطلقت الأصوات وتتابعت الصور وانبرت الأقلام، مناقشةً وتعليقًا وفحصًا لها، التي تركزت في ثلاثة اتجاهات:
الأول: تأييد تام لهذه الدعوة أو الثورة التي تأخرت كثيرًا، وساهم تأخرها في انتشار التعصب والتطرف والإرهاب.
الثاني: الترحيب الحذر بهذه الدعوة، ومحاولة الالتفاف حول معناها ومغزاها، بل العمل على إفراغها من مضمونها.
الثالث: الرفض البات لها، والزعم بأنها تهدف إلى الثورة على الإسلام نفسه.
ومما لا شك فيه، أن دعوة الرئيس السيسي جاءت في وقت تشهد فيه مصر والعديد من الدول العربية كوارث جمة، ليس أولها الإرهاب والقتل والتخريب، وليس آخرها تمزيق وتفتيت وتقسيم هذه الدول باسم الدين.
إن "تقييد" الفكر المصري منذ خمسينيات القرن الماضي حتى العقد الأول من القرن الحالي، طوال نحو ستين عامًا، أدى بمصر - البلاد والعباد - إلى تجميد حركة العقل والوجدان المصرييّن، وقَبِل واستكان المصريون لواقعهم الأليم، فانغلق العقل وسكنت الروح، فتوارت الأفكار وتلاشى الإبداع.
لقد سجن نظام جمال عبد الناصر ورفاقه، عقول المصريين في الفكر الاشتراكي والقومي العربي، ولم يسمح لغير هذا الفكر بالوجود أو التحرر من ذلك السجن الأيديولوجي، بل أقصى وحَبس وسَجن المخالفين له في الرأي والرؤى.
وأفسح أنور السادات ونظامه ومؤسساته وأركان حكمه، الطريق للفكر الديني المتشدد والمتطرف ليسود في الدولة والمجتمع، ونحَّى كل فكرٍ حر.
وجاء نظام حسني مبارك وصحبه بأفكار التبعية والفساد والاستبداد، وليُنكِل بكل فكرٍ يحاول الانطلاق نحو الحرية والعزة والكرامة.
الثاني: الترحيب الحذر بهذه الدعوة، ومحاولة الالتفاف حول معناها ومغزاها، بل العمل على إفراغها من مضمونها.
الثالث: الرفض البات لها، والزعم بأنها تهدف إلى الثورة على الإسلام نفسه.
ومما لا شك فيه، أن دعوة الرئيس السيسي جاءت في وقت تشهد فيه مصر والعديد من الدول العربية كوارث جمة، ليس أولها الإرهاب والقتل والتخريب، وليس آخرها تمزيق وتفتيت وتقسيم هذه الدول باسم الدين.
إن "تقييد" الفكر المصري منذ خمسينيات القرن الماضي حتى العقد الأول من القرن الحالي، طوال نحو ستين عامًا، أدى بمصر - البلاد والعباد - إلى تجميد حركة العقل والوجدان المصرييّن، وقَبِل واستكان المصريون لواقعهم الأليم، فانغلق العقل وسكنت الروح، فتوارت الأفكار وتلاشى الإبداع.
لقد سجن نظام جمال عبد الناصر ورفاقه، عقول المصريين في الفكر الاشتراكي والقومي العربي، ولم يسمح لغير هذا الفكر بالوجود أو التحرر من ذلك السجن الأيديولوجي، بل أقصى وحَبس وسَجن المخالفين له في الرأي والرؤى.
وأفسح أنور السادات ونظامه ومؤسساته وأركان حكمه، الطريق للفكر الديني المتشدد والمتطرف ليسود في الدولة والمجتمع، ونحَّى كل فكرٍ حر.
وجاء نظام حسني مبارك وصحبه بأفكار التبعية والفساد والاستبداد، وليُنكِل بكل فكرٍ يحاول الانطلاق نحو الحرية والعزة والكرامة.
وكانت الطامة الكبرى بعد ثورة يناير 2011 التي تمكّنت منها جماعة الإخوان المسلمين واستولت على الحكم وعلى مقدرات مصر وشعبها لمدة عام، صادرت فيه كل فكرٍ عدا أفكار التشدد والتطرف والقتل، حتى جاءت ثورة يونيو 2013 التي أطلق الشعب على إثرها فكره من سجنه.
إن "تحرير الفكر" وإطلاق الحريات، هو البداية الحقيقية والصحيحة والواقعية لتحرير كل الخطابات، خاصة الخطاب الديني.. فليكن هذا أولًا، ومن ثم نتحدث ونناقش ونجادل حول التجديد أو التحديث أو التطوير أو عن.. ثورة دينية.