رئيس التحرير
عصام كامل

النووي الإسرائيلي لمواجهة الخلل الجغرافي والديموجرافي.. «بن جوريون» وصفه بالمفتاح الإستراتيجي لبقاء الدولة العبرية.. أمريكا وأوربا توفران جدار الحماية له.. ويثير سباق التسلح النووي في الشرق


تواجه دول الشرق الأوسط العديد من التحديات، ما فرض على المنطقة سباق تسلح انتشار الإرهاب وامتلاك إسرائيل وإيران أنشطة نووية.

امتلاك إسرائيل للنووي

امتنعت إسرائيل عن توقيع أي معاهدة للحد من انتشار الأسلحة النووية، على الرغم من معارضتها الدائمة لامتلاك إيران السلاح النووي، في حين أن طهران تعلن دائما أن أنشطتها سلمية بينما إسرائيل تحيط السرية بمشاريعها النووية بفضل الرعاية الغربية التي توفر لها الغطاء دائما لبرنامجها النووي.

ازدواجية الغرب
وفي ظل ازدواجية المعايير التي تتبعها الدول الغربية، والنهج الأمريكي للدفاع عن المصالح الإسرائيلية في المنطقة، رفضت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا مشروع الحد من انتشار الأسلحة النووية بالمنطقة.

وأوضحت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أن سبب تعثر المباحثات يرجع إلى وثيقة تحدد خطة عمل للأعوام الخمس المقبلة بسبب خلاف على مقترح يدعو الأمين العام للأمم المتحدة إلى عقد مؤتمر خاص بمنطقة الشرق الأوسط في موعد أقصاه شهر مارس عام 2016 بغض النظر عن اتفاق إسرائيل وجيرانها على أجندة المؤتمر، ولكن اتخاذ القرارات في مؤتمرات مراجعة معاهدة حظر الانتشار النووي يجب أن يتم بالإجماع.

سباق نووي في الشرق الأوسط
وقد يتسبب النهج الأمريكي والدول الأوربية تجاه إسرائيل بتمييزها عن دول المنطقة وإعطائها أسلحة أكثر تطورًا، فضلًا عن برنامجها النووي، مما يؤدي إلى سباق تسلح نووي بالمنطقة خاصة أن تل أبيب ما زالت دولة احتلال ترفض عملية السلام مع الفلسطينيين وحل الدولتين.


قصة النووي الإسرائيلي

فمنذ نشأت إسرائيل سعت إلى امتلاك السلاح النووي، عندما تولى عالم الكيمياء حاييم وايزمان رئاسة الدولة، وديفيد بن جوريون رئيس الوزراء، وهما اللذان صاغا نظرية الأمن القومي بالتعاون مع الجنرالين حاييم لسكوف وإيجال يادين القائمة على تبني إستراتيجية الردع الإستباقي، وضرورة توفير أدواتها بما فيها القدرة النووية للتعويض عن الخلل الكبير في المدى الجغرافي والديموجرافي.

كان بن جوريون يؤمن بأن امتلاك إسرائيل السلاح النووي سوف يقلل من قيمة الأسلحة التقليدية لدى العرب، ويضيق الفجوة الديموجرافية معهم، ويشكل رادعًا حاسمًا لهم، ووصف القنبلة الذرية بأنها المفتاح الإستراتيجي لبقاء الدولة العبرية على قيد الحياة.


دور فرنسا

وقالت مجلة بولتيكو الأمريكية إنه في عهد الرئيس الأمريكي الراحل دوايت أيزنهاور في أعقاب عام 1960 كشف أن إسرائيل أنشأت مفاعلا نوويا بمساعدة فرنسا، وكان بمثابة تهديد لاستقرار الشرق الأوسط وظلت إسرائيل تعطي قصصا مراوغة وغير قابلة للتصديق حول مفاعل ديمونة.

وأشارت المجلة إلى أن هذه المادة استندت إلى مجموعة خاصة من وثائق رفعت عنها السرية من أرشيف الأمن الوطني الأمريكي، ومشروع التاريخ الدولي لمنع انتشار الأسلحة النووية، ومركز دراسات عدم الانتشار معهد ميدلبري للدراسات الدولية في مونتيري، كاليفورنيا.

300 رأس نووي

بينما أشارت مجلة "ذا أتلانتيك" الأمريكية إلى أن مدير المخابرات المركزية السابق روبرت جيتش أكد عام 2006 في اجتماعات مجلس الشيوخ أن إسرائيل لديها برنامج نووي سري، وفي عام 2008 صرح الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر بأن إسرائيل لديها ما بين 150 و300 رأس نووي.

برنامج سري

ولفتت الصحيفة إلى أن الإدارات الأمريكية السابقة بما فيها إدارة بوش عملت على اعتماد السرية لامتلاك إسرائيل مفاعلات نووية؛ نظرا لكونها قضية سياسية حساسة، واعتمد الرئيس باراك أوباما السرية للمشروع النووي الإسرائيلي، وفي أول مؤتمر صحفي له في البيت الأبيض عام 2009، سئل عن البرنامج النووي الإسرائيلي فأفاد بأنه مجرد شائعات وتخمينات.
الجريدة الرسمية