رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. لقاء حصري مع 13 عائدا من سجون «فجر ليبيا»: كنا 115 محتجزا في 6 أمتار.. والمليشيات تخشي ضربة عسكرية مصرية في أي لحظة.. و«مضيفة تونسية»:«لولا قوة السيسي لما عد


لم يدرك 13 شابا من قرية الشيخ مسعود بمركز العدوة محافظة المنيا، أنهم سيصبحون فريسة سهلة في أيدى مليشيات "فجر ليبيا"، وسماسرة السفر.. 45 يوما من التعذيب والإهانة لم يتوقع هؤلاء الشباب بأنهم سيعودون مرة ثانية لذويهم.


ولفظاعة الحدث، وكشف مدى سادية تلك الجماعات المسلحة التي تتلقى أموالها ودعمها من دول لاتريد الخير لمصر، كان لــ" فيتو " السبق في إجراء حوار مع هؤلاء الشباب لسرد ماعانوه من إهانة وتعذيب داخل سجون تلك الجماعات المارقة.

عذاب وسط الأراضي الصفراء

بداية قال شهاب خلف محمود، أحد العائدين من السجون الليبية لـ فيتو":" سافرت إلى ليبيا عن طريق الهجرة غير الشرعية عن طريق أحد السماسر بالقرية، الذي وضع تسعيره للسفر إلى ليبيا تتفاوت مابين 5000 إلى 8000 جنيه على حسب نوع الطريق ونوع القبيلة وسرعه الوصول بدون أي مخاطر.
وأوضح أنه اتفق مع السمسار على دفع 8 آلاف جنيه، مقابل السفر بدون مخاطر، وتوفير مكان آمن هناك.

أولاد على

وتابع شهاب:" جاء يوم السفر، وركبت الميكروباص وتوجه بنا إلى طريق مطروح، ومن الواضح أن السائق كان على دراية كاملة بطريق الوصول، ووصلنا قبل غروب الشمس، وقام بتسليمى إلى قبيلة " أولاد على" تلك القبيلة المسيطرة على الصحراء الغربية والشرقية، وكان هناك ما يقرب من 150 فرد آخر في الصحراء يريدون السفر لى ليبيا.

الإهانة والضرب

وأشار الشاب إلى أن هناك 3 سيارات تسمى "الثعلب" كانت في انتظارهم، حمولة السيارة الواحدة 7 أفراد، بينما هم كانوا 37 فردا.

وأضاف: " 48 ساعة نسير في الصحراء دون أي طعام، وتحت تهديد السلاح من يعترض على أي شى أثناء الرحلة يقوموا بالتعدى علية بالضرب والإهانة من قبل "أولاد على" وقائد الرحلة "المرشد"، حتى وصلنا إلى مكان يسمى "مثاعر" وكانت هنا مهمة أولاد على انتهت في هذا المكان فقاموا بتسليمنا إلى أعوانهم الليبيين في الصحراء".

أرض الألغام

ويلتقط حسين ربيع حسين، أطراف القصة المأساوية من "شهاب" وقال:" وصلنا إلى منطقة تسمى" زلة " وسط الصحراء، وهنا اكتشفنا "وكان معنا 100 عامل مصري أن وعود المهرب لم تكن دقيقة، حيث اضطروا للسير على الأقدام، وقطعوا مسافة 25 كيلومترا عبر دروب جبلية، والأدهى أننا أجبرنا على السير عبر حقول ألغام منتشرة على حدود البلدين منذ الحرب العالمية الثانية، قدرنا نعدى الألغام في الجانب المصرى وجزء من الألغام في الجانب الآخر".

أغلى قرص طعمية

وتابع "ربيع":" لم تتوقف رحلة العذاب داخل الصحراء فقط، لكن واجهنا عذاب آخر، وهو عذاب الجوع بعد أن نفد كل مانحمله من مأكل ومشرب، فكنا صيدا ثمينا ،والكل تاجروا بنا فوصل سعر "قرص الطعمية" إلى 50 جنيها، وعلبة السجائر بـ75 جنيها، وزجاجة المياه بـ30 جنيها".

سجون "فجر ليبيا"

وواصل حديثه:" يوم الجمعة ليلا، تم إلقاء القبض علينا من قبل ميليشيا "فجر ليبيا"، وكان عددنا وصل لـ 150 شخصا، وتم حجزنا داخل سجن يسمى سجن "الجفرة "، بتهمة " التسلل إلى الأراضي الليبية بطريقة غير شرعية".

45 يوما ذل

كما رصد أحمد رضا مسعود لـ"فيتو"، كواليس 45 يوما، إهانة وتعذيب، وقال:" تم احتجازنا في غرفة ضيقة جدا في مساحة لا تتخطى 6 أمتار محتجز بها 115 سجينا، رأينا فيها جحيم لا يطاق، يشترك كل 10 أفراد في طبق أرز واحد أو طبق مكرونة الوجبة الأولى تكون الساعة الرابعة عصرا والوجبة الثانية تكون الساعه الثالثة فجرا، يعنى" بيوكلونا علشان نعيش بس"، ثم نقلونا إلى سجن "مصراتة" وكانت المعاملة لا تختلف كثيرا عن المعاملة في سجن " الجفرة ".

شرب الخمر

وتابع:" عناصر المليشيات المسلحة التي تقوم بحراستنا مدمنون لشرب الخمر، وعند وصولهم لحالة السكر التام يقومون بالدخول إلى السجن ويختارون عددا من المساجين ويقومون بتعذيبهم بالكرابيج والعصي".

الخوف من "السيسي"

ويعود "شهاب" للحديث معنا مرة أخرى ويقول:" بعد الضربة الجوية التي وجهتها مصر للجماعة الإرهابية " داعش " ردا على ذبح 21 مصرى على أيديهم،أصابهم الرعب معتقدين أن الرئيس السيسي، في أي وقت يستطيع دك ليبيا، فكانوا يتفننون في تعذيبنا".

الهرب من السجن

وأوضح عمر حسن راضى، أحد الشباب الهاربين من الجحيم الليبي، أن ثلاثة منهم حاولوا الهرب من السجن، ونجحوا في الوصول خارج السجن، إلا أن الميليشيا تمكنت من القبض عليهم، وبدأت حفلات تعذيب لمدة أسبوع كامل، مشيرا إلى أنهم بخلاف الضرب المبرح كانوا يتوجهون بهم إلى جبل عالى ليلقوا أنفسهم من عليه، ويكرروا هذا عدة مرات.

عقدة
وتابع "راضي":" من سوء حظ زميلنا محمد أنه كان يصطحب معه شهادة تأدية الخدمة العسكرية، وهنا اعتقدت المليشيا أنه تابع للجيش ويريد الحصول على معلومات، وبدأت حفلات التعذيب عليه، وتم تكسير جميع أطراف أصابعه وقدميه".

رحلة العودة

وعن طريقة عودتهم وإنقاذهم من جحيم "فجر ليبيا" حدثنا "شهاب" وقال:" لم نصدق أن يتم إنقاذنا عن طريق النفوذ المصري بليبيا، وفوجئنا أننا في مطار تونس، وإحقاقا للحق،إن التونسيين وحكومتهم ،وفروا لنا مأكل ومشرب وملبس وكل ما نحتاجه والسفير المصري كان يتابع تحركاتنا لحظة بلحظة".
وأضاف:" أثناء رحلة الطيران إلى مصر قالت لنا مضيفة تونسية " لولا السيسي لما عرفتم تعودا إلى دياركم مرة أخرى.. بارك الله لكم في رئيسكم السيسي".
الجريدة الرسمية