رئيس التحرير
عصام كامل

«أوباما» يقر بالهزيمة أمام «داعش».. التنظيم سيطر على «الرمادي» بالعراق و«تدمر» في سوريا.. استولى على أسلحة أمريكية متطورة.. والولايات المتحدة خسرت 40 مليار دولا


اهتمت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية بمخاطر المكاسب التي حققها تنظيم داعش مؤخرًا بعد استيلائه على مدينة الرمادي العراقية، ومدينة تدمر السورية.


انتكاسة
وقالت الصحيفة: "إن سقوط الرمادي وتدمر جاء بعد أيام من طرد عناصر داعش من مدينة تكريت العراقية وأثيرت الآمال بطرد باقي عناصر التنظيم الإرهابي من جميع المناطق التي فرض قبضته عليها، ولكن سقوط الرمادي وتدمر كان بمثابة انتكاسة".

وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، قال: "إن سقوط الرمادي يعد نكسة تكتيكية"، ولكن الأمر أشبه بالكارثة وليس فقط نكسة تكتيكية لما تمثله الرمادي من أهمية إستراتيجية.

معقل الشيعة
وأوضحت الصحيفة أن الرمادي هي عاصمة محافظة الأنبار التي تمتد على طول الحدود الغربية مع الأردن وسوريا، مشيرة إلى أنه يمكن لعناصر التنظيم الوصول إلى بغداد عبر الأنبار، وضرب معقل الشيعة العراقيين وتهديد الإستراتيجية الغربية في بغداد، ما يجعل بلاد الشام تقع في انهيار طائفي بلا رحمة.

ولفتت الصحيفة إلى تزايد الطائفية في بغداد منذ استيلاء داعش على مدينة الموصل، وأعرب سكان الرمادي عن رغبتهم في التعاون مقابل الحصول على الدعم والأسلحة إلا أن المساعدات لم تصل وتبخرت القوات العراقية من الرمادي، وأعلن الجنرال مارتن ديمبسي، رئيس هيئة الأركان بالجيش الأمريكي أن القوات العراقية انسحبت ولم يتم دفعها من الرمادي.

40 مليار دولار
ولفتت الصحيفة إلى أن الخسائر التي تكبدتها الولايات المتحدة لتدريب الجيش العراقي المليء بالطائفية المتجذرة التي زرعت بواسطة رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، أكثر من 40 مليار دولار أمريكي على تدريب الجيش العراقي بعدما فككت الجيش الذي أسسه الرئيس العراقي السابق صدام حسين.

تسليح السنة
وأضافت الصحيفة إن البيت الأبيض ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لديهم خطط لتسليح السنة في محافظة الأنبار وإعداد حرس وطني من السنة، وإحياء الصحوة أو المليشيات السنة التي دفعت تنظيم القاعدة من الأنبار خلال الحرب الأهلية.

ورأت الصحيفة أنه بعد سقوط الرمادي وسيطرة تنظيم داعش على الكثير من الأراضي في سوريا، فإنه سيكون من الصعب، إقناع القبائل السنية بأن الأمر أكثر من مجرد كلام، إذ أن المئات منهم تعرض للقتل بسبب دفاعهم عن التنظيم.

إستراتيجية تستحق المناقشة
واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى إصرار أوباما بأن العراقيين إذا لم يكونوا على استعداد للقتال من أجل أمن بلدهم، فهم لا يستطيعون أن يفعلوا ذلك بالنيابة عنهم، ولن يكون هناك أي فرصة لتحويل التيار ضد الجهاديين في سوريا أو العراق، ويجب على السنة أن يشعروا بإن لهم مصالح حقيقية ولهم دور وإنقاذ الدول المنهارة والحفاظ على أمنهم، ولن يكون هناك إستراتيجية تستحق المناقشة إذا لم يتم بناؤها حول هذه الحقيقة.

تكلفة الحرب ضد داعش
وكان موقع وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" كشف عن آخر إحصائياته حول تكاليف الحرب على تنظيم «داعش» منذ انطلاقها في أغسطس عام 2014 حتى شهر مارس الماضي 1.83 مليار دولار.

وأشار الموقع إلى إن العمليات العسكرية ضد داعش استنزفت 8.5 ملايين دولار يوميا من الولايات المتحدة الأمريكية، واستهدفت أكثر من 5500 هدف لـ"داعش" منها 762 مبنى استولى عليهم التنظيم الإرهابي.

وأشارت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إلى أن قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة تستخدم قذيفة "توما هوك" بنحو 2.1 مليون دولار، وتحتاج الطائرات الحربية لأموال طائلة للتشغيل، وتبلغ تكلفة قاذفة القنابل من طراز "بى -1" 85 ألف دولار للطيران ساعة واحدة فقط، وتكلف مقاتلة "أف-15 إى" أكثر من 39 ألف دولار في الساعة، وتبلغ تكلفة تشغيل "أف-22 رابتور" الطائرة الحربية المطورة، التي صنعت للحرب في سوريا، 68 ألف دولار في الساعة، وتبلغ قيمتها 350 مليون دولار.

الاستيلاء على الأسلحة
بينما قالت صحيفة الإندبندنت البريطانية إن "داعش" حصل على أسلحة أمريكية وروسية متطورة مثل المدفعية ومركبات مدرعة وعدد من الدبابات من القوات العراقية، ولديه أنظمة صواريخ أرض جو تتراوح بين 250 و400 صاروخ وبحوزته أيضا أسلحة متنوعة مضادة للطائرات يمكنها تهديد الطائرات المدنية.
الجريدة الرسمية