الوزير حسن صقر
لا أحد يستطيع أن ينكر أن عصر النهضة الرياضية جاء في عهد المهندس حسن صقر عندما كان يتولى رئاسة المجلس الأعلى للرياضة.. كانت طفرة على كل المستويات سواء منشآت رياضية أو إنجازات حققها الأبطال الرياضيون في مختلف الألعاب والحق أن الرجل كان يسير وفق خطة عالية المستوى وأذكر لهذا الرجل الخلوق معركته لفرض بند الـ8 سنوات على الاتحادات الرياضية وإلغاء الاستثناءات التي وضعها الوزير أنس الفقي وقت أن كان وزيرا للرياضة..
صقر لم يرهب من الدكتور حسن مصطفى ولا اللواء منير ثابت (وما أدراك ما منير ثابت) وصمم على فرض قوة الدولة وعلى المتضرر أن يصدم رأسه بأقرب حائط.. تذكرت المهندس حسن صقر هذا الرجل الشريف العفيف الذي رحل في أعقاب ثورة يناير مكتفيا بالابتعاد عن ضجيج الإعلام دون أن توجه له تهمة واحدة بالتربح أو التكسب من وراء منصبه وأنا على علم بأنه كان يقوم بتوزيع راتبه كرئيس للمجلس الأعلى للرياضة على الفقراء والمحتاجين من صغار الموظفين وكان معتزا بنفسه لأقصى درجة..
لا أعرف لماذا تذكرت المهندس حسن صقر في هذه الأيام ؟ كنت وما زلت أتمنى أن يحمل كل مسئول في هذا البلد نفس مواصفات المهندس حسن صقر الذي سيذكر التاريخ له أنه صاحب فكر متميز في تطوير البنية الأساسية للرياضة المصرية وكل ما يتم افتتاحه الآن هو من ثمار عمل صقر الذي فضل الانزواء بعيدا عن الحياة العامة.. وأتذكر يوما كنت مرافقا لبعثة المنتخب الوطني في باريس وإذ بي أجد نفسي رجلا يرتدي الجينز يشبه "صقر" وعندما اقترب تأكدت منه أنه المهندس حسن صقر ساقته الأقدار ليكون نزيل نفس الفندق وبعد السلام والتحية طلب مني تجاهل الأمر لأنه في إجازة مع أسرته على نفقته الشخصية فاحترمت رغبته وتأكدت أنه يقوم بهذه الرحلة سنويا على نفقته الخاصة واحترمت خصوصيته..
كان رجل دولة بمعنى الكلمة رغم كمية الاتهامات التي واجهها بأن تعيينه مجاملة لزميل دراسته الدكتور أحمد نظيف وفات هؤلاء أن صقر هو كابتن مصر في كرة اليد ورياضي من الطراز الأول.. قدم الكثير للرياضة المصرية حتى وصلت إلى منصات التتويج..الحقيقة أني تذكرت هذا الرجل الخلوق في هذا التوقيت لأقول له شكرا على كل ما قدمته لمصر...على فكرة نادرا ما أشكر مسئولا لكن رأيت أن الشكر واجب لصقر الرياضة المصرية... ولنا عودة.