تركيا فوق بركان.. إلى اﻻنقلاب العسكري!
بكل بجاحة يطلب أردوغان من الجيش التركي إقالة مئات العسكريين وإبعادهم عن الخدمة بعد شهر واحد من تبرئة 63 عسكريا آخرين من تهمة التآمر وقبلها بشهر واحد أيضا برأت المحكمة 263 عسكريا أيضا من تهمة محاولة الانقلاب عام 2003!!
رئيس الأركان الجنرال " نجدت أوزال " يتمارض ليتملص من التصفية الأردوغانية المطلوبة ويعلن تسليم قيادة الجيش مؤقتا إلى قائد القوات البرية الجنرال " خلوصي اكار " بما يعني تأجيل النظر في مطالب أردوغان وحزبه بينما يشن العسكريون المتقاعدون، ورثة جمهورية أتاتورك الحقيقيون، غضبهم على رئيس الأركان ويتهمونه بتدبير تمثيلية المرض للتهرب من مواجهة أردوغان ورفض طلباته وتدخله في أمور الجيش!
القصة، لمن لا يعرف، أن جماعة إسلامية في تركيا تختلف كلية عن نهج الإخوان بل وتسير على النقيض تماما منها هي " فتح الله جولن " بدأت في الإعلان عن نفسها بقوة في تركيا حيث تمتلك مدارس ومؤسسات اجتماعية عديدة وتقدم خدمات للأتراك على غرار الإخوان إلا أنها لا تنفتح على العالم ولا تؤمن بالخلافة ولا بالعمل العسكري ولا السري ولا تعادي الغرب وتعتمد فكرا براجماتيا، نفعيا، وتعتمد خطابا مستنيرا يلقي رواجا كبيرا عند الأوربيين وجيران تركيا ومئات العسكريين المطلوب فصلهم يتهمهم أردوغان بالانتماء إلى هذه الجماعة !
الأمر لا يتوقف عند ذلك..قائد المخابرات الحربية الجنرال " إسماعيل حقي بكين " يؤكد تعليقا على الأمر أن الجيش يحاول أن ينأى بنفسه عن الصراعات السياسية وخصوصا أنه يعارض سياسة أردوغان تجاه سوريا بتدريبها وتمويلها للمعارضه هناك!
أردوغان من جانبه يتحصن كما الإخوان بميليشيات حزبه وربما يستعين بالإخوان لحمايته أو باستدعاء إرهابيين من الأراضي السورية للدفاع عنه رغم أنه لا يزال متماسكا إلى حد كبير وقادة الجيش يدركون خطورة الأمر وأن أي تحرك يحتاج إلى تخطيط خاص يشل حركة كوادر حزب أردوغان وبالتالي فلن يهدأ بال أردوغان إلا بالتخلص من أعضاء " فتح الله جولن " من الجيش والشرطة وربما ترى الحرجة ومعها الجيش أن الحل، لتركيا، هو التخلص من أردوغان نفسه !
السؤال الأهم: هل لنا أي علاقات أو اتصالات بالشيخ فتح الله جولن أو لكوادر من جماعته ؟ لماذا لم يصدر أي تصريح لمسئول مصري يدين القمع في تركيا والتدخل في شئون الجيش رغم أنه شأن داخلي لكن على سبيل الرد على رذالات أردوغان ؟ وأين قادة هذه الجماعة في الإعلام المصري الذي يعمل، كله، بلا عقل أصلا ؟ وأين المخابرات التي حررت نصف العالم بالاتصالات السرية مع زعماء حركات التحرر في الستينات من القرن الماضي؟
يا سادة: لا ينبغي أن يهدأ بركان تركيا... ولا ينبغي أن ينفجر ونحن لا نعرف عن الانفجار شيئا !!
باختصار، أشغلوا أردوغان فينشغل عنكم.. و...وعن سوريا وعن العراق!!