رئيس التحرير
عصام كامل

أنور مغيث: "ثلاثية جليبري" تغطي فترة محورية من تاريخ مصر الحديث


أقيمت بقاعة طه حسين بالمركز القومي للترجمة، ندوة بمناسبة الاحتفال بصدور الطبعة العربية من (ثلاثية جليبري)، بحضور الدكتور أنور مغيث مدير القومي للترجمة، وبمشاركة كل من الدكتور خيري دومة، أستاذ اللغة العربية بجامعة القاهرة والمشرف على سلسلة الإبداع القصصي بالمركز، وفريق العمل الذي قام بإعداد النسخة العربية: سهير فهمي، نجاة بلحاتم، أمينة رشيد، كما قامت بإدارة الندوة الدكتورة رانيا فتحي المشرف على إدارة المكتب الفني بالمركز، وأستاذة اللغة الفرنسية بجامعة القاهرة.


وفي تصريحات الأستاذ الدكتور أنور مغيث، مدير القومي للترجمة، أكد على أن "ثلاثية جليبري" عمل أدبي مهم، خاصة أنها تغطي فترة محورية من تاريخ مصر الحديث والمعاصر، والكاتبة عاصرت تلك الأحداث بسبب زواجها من المفكر والمناضل إسماعيل صبري.

وأضاف مغيث، أن الرواية تتميز بالتعرض للسياسة - بشكل غير مباشر - ولكن من خلال تفاصيل الحياة اليومية بأسلوب أدبي، الذي يعكس نبض الشارع المصري بداية من عصر الملك مرورا بعبد الناصر، والسادات.

كما صرح الدكتور خيري دومة، خلال تقديمه للكتاب، بأن كتاب "ثلاثية جليبري" في مجمله يعكس أزمة هوية طاحنة، تدركها الرواية وتعبر عنها بوضوح ودون حسابات أو مواربة، خاصة أن كتابة السيرة الذاتية في جوهرها لون من ألوان استعادة الماضي في محاولة للبحث عن الهوية، ولون من بلورة هذه الهوية وصياغتها، أو هي لون من الدفاع عن هوية ما.

وأضاف دومة أن الكتاب يطرح سؤالا ضمنيا يستحق التأمل، من الذي يملك حق صياغة هوية وطن كمصر؟، وأيضًا حق التعبير عن هذه الهوية؟، هل هم الغالبية الساحقة من أبناء الفقراء المصريين الذين لا يملكون قوت يومهم؟، وربما لا يعرفون القراءة والكتابة ولا يملكون قدرة التعبير عن هذه الهوية، أم هم الأقلية المعزولة من أبناء الأغنياء الذين يعيشون على هامش الهوية المصرية؟

جدير بالذكر، أن ثلاثية جليبري هي سيرة ذاتية من ثلاثة أجزاء تأتي بعنوان (حدائق الزمن الماضي- رحلة السجون - من موت لآخر) وجليبري أفلاطون مؤلفة هذا الكتاب، هي ليست فقط أخت الفنانة التشكيلية الكبيرة إنجي أفلاطون، وزوجة المناضل والاقتصادي المعروف إسماعيل صبري عبد الله، فهي كاتبة مصرية تكتب بالفرنسية، كما كتبت قصصا ومقالات متنوعة في الصحافة الفرنسية والفرانكفونية.

وتعتبر هذه الثلاثية بحق، وصفا دقيقا للتاريخ الاجتماعي لمصر الحديثة، والتحولات التي عرفتها بعد ثورة يوليو، من تراجع الأرستقراطية القديمة وظهور الأغنياء الجدد، الخوف من الشعب ومن الديمقراطية، انتشار النزعات الاستهلاكية بجوار تشدد ليس للدين بل لشكلياته، تحالف البيروقراطية ومجتمع العقاب بجميع أدواته، وتدريجيا تحول المجتمع الذي ولد من ثورة يوليو 1952 إلى مجتمع تسوده المصالح.
الجريدة الرسمية