رئيس التحرير
عصام كامل

«شبكة إنذار» سلاح «البحوث الفلكية» الأخير لمواجهة «الزلازل».. إنشاء محطتين لتسجيل الزلازل وتحديد نوع الفالق وطوله.. ابتكار طرق جديدة للحد من مخاطره.. التكلفة ضئيلة.. ودول


لا شك أن الزلازل من الكوارث الطبيعية التي لا يمكن للإنسان أن يوقف حدوثها، لكن مع تقدم الأبحاث في مجال التقليل من أخطار الزلازل والمجهودات المثمرة التي يقوم بها العلماء في هذا المجال، استطاعوا ابتكار طرق جديدة وأجهزة علمية تساهم في الحد من أخطار الزلازل، ويأتى ذلك من خلال إنشاء شبكة إنذار مبكر للزلازل، تساهم في التقليل من أخطارها.


شبكة إنذار مبكر
وتقدم الدكتور عبد العزيز خيري عبد العال أستاذ الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية، بطلب لإنشاء شبكة إنذار مبكر في مصر، إلى رئيس قسم الزلازل بالمعهد، وذلك للحد من أخطار الزلازل والتسونامى على ساحل البحر المتوسط دون تكلفة على الدولة، وقد تكون التكلفة بسيطة جدا، وتنفذ بأيد مصرية 100%.

وأضاف أستاذ الزلازل في تصريحات خاصة لـ"فيتو"، أن الهدف من إنشاء الشبكة، هو إنذارنا بشكل مبكر لخطر الزلازل القوية التي تأتى من البحر المتوسط، والتي قد يصاحبها تسونامي أو أمواج البحر العاتية.

محطتان لتسجيل الزلازل
وذكر أن الفكرة تقوم على استخدام محطتين أو ثلاث محطات من الشبكة القومية للزلازل بعيدة المدى، والتي توجد على طول الساحل الشمالي لمصر، حيث تستطيع هذه المحطات تسجيل الزلازل القوية التي قد يصاحبها تسونامي، وتزود هذه المحطات ببرنامج أوتوماتيكي تم العمل عليه مع الجانب الياباني، وقد أعطى البرنامج نتائج طيبة وعالية الدقة في تحديد نوع الفالق وطوله وجميع بياناته.

خطر تسونامى
وأشار إلى أنه في هذه الحالة يستطيع البرنامج إصدار إنذار مبكر من خطر تسونامي إذا تحقق شرط حدوث زلزال قوي تزيد قوته على 7 ريختر، ويحدد نوع الفالق، بحيث يكون من النوع العكسي، ويتم تسجيله في هذه المحطات، وتلقائيا يقوم البرنامج بالقفل الآمن للمفاعل الذري إذا تم إنشاؤه في موقع الضبعة، ثم يقوم بإرسال رسائل فورية إلى الجهات العليا باحتمال حدوث تسونامي مصاحب للزلزال الذي تم تسجيله.

إشارات للقمر الصناعى
وتابع: "هناك أيضا شبكات الإنذار المبكر لخطر تسونامي عالية الدقة، وهي تستخدم في جميع دول العالم التي تعاني خطر تسونامي، وهي مكلفة جدا وتحتاج إلى ميزانية ضخمة لإنشاء المحطات داخل البحر نفسه، وتقوم هذه المحطات بإرسال إشارات إلى القمر الصناعي، وبدوره يقوم بإرسال تلك الإشارات إلى المركز الرئيسي لشبكة الإنذار المبكر، ومثل هذه الشبكات لا تقوم دولة بإنشائها وحدها، بل تحتاج إلى مشاركة جميع الدول المجاورة التي قد تعاني حدوث تسونامي".

مصر لم تسجل تسونامي
وأوضح أنه من الناحية العلمية، فإن حدوث تسونامي مصاحب لزلزال قوي يهدد مصر، يبقي احتمالا ضعيفا جدا، نظرا لأنه في القرن العشرين لم نسجل أي زلزال قوي أكبر من 8 ريختر قد يؤدى لتسونامي، وتابع: "ولم نسجل أيضا أي تسونامي خلال 100 سنة ماضية، ومن الناحية العلمية تبقى مصر آمنة من أخطار تسونامي والزلازل القوية أو المدمرة التي تحدث في أماكن الأحزمة النارية للزلازل إلى حد كبير".

وقال أيضًا إن مصر بوضعها الحالي بعيدة عن هذه الكوارث، لافتا إلى أنها دولة ذات درجة عالية من التعرض للخطورة الزلزالية.

زلازل ضعيفة
وأوضح أن مصر تحدث بها زلازل ضعيفة أو متوسطة القوة أو قوية على فترات متباعدة، لافتًا إلى أن التخطيط العمراني السليم وضوابط البناء يقللان من مخاطر الزلازل المستقبلية.

وأضاف فى نهاية تصريحاته: يمكن تقليل خطورة الإصابة بالزلازل في الأماكن الاثرية والمباني القديمة والأحياء العشوائية، عن طريق ترميم المباني القديمة، وعمل دعائم جانبية لهذه المباني أو إخلاء وهدم المباني التي بها تشققات وتصدعات في منطقة هضبة المقطم وما حولها والأماكن العشوائية المزدحمة".
الجريدة الرسمية