رئيس التحرير
عصام كامل

العاهرة ارتدت ثوب العفة


ما إن تلا القاضي الجليل شعبان الشامي الحكم بإحالة أوراق الجاسوس المعزول ومعه قيادات إخوان الشياطين، حتى تهلل الشرفاء فأخيرا ستهدأ نار ذوي الشهداء الأبرار من أبناء الجيش والشرطة والمواطنين الأبرياء، الذين اغتالتهم أياد خسيسة من الإخوان والموالين لهم.. ملحمة العدالة التي يقودها قضاة لا يخشون لومة لائم امتثالا لقوله تعالى "ولكم في القصاص حياة يا أولى الألباب لعلكم تتقون".. يجب أن يحترمها ويقدرها الجميع، لأن شرفاء القضاء الشامخ تحملوا مسئولية جسيمة دفاعا عن الوطن والشعب، ولم "يستشعروا الحرج" مثل من تنصلوا من المسئولية خوفا أو حفاظا على مصالح ضيقة.


صدرت الأحكام المستحقة، لينهمر سيل أصداء الإحالة إلى المفتي.. كثير من الدول لم تعلق لأنه شأن مصري خالص، ولا يصح التعقيب على حكم القضاء، وهناك من استفزه حمى دفاع باطل عن الإخوان، مثل الحكومة الصينية التي استنكرت في بيان مقتضب التدخل في الشأن المصري وأحكام القضاء النزيه.

الدول والمنظمات والمليشيات الرافضة والتي دعت إلى إعادة المحاكمة، بدت مثل "العاهرة حين ترتدي ثوب العفة وتتحدث عن الأخلاق والقيم"!!.. فكل منها لديه تاريخ حافل بالتنكيل والإعدام. وسنوجز هنا بعض منها، ولتكن البداية من أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون، الذي يتقاضى أحد أعلى الرواتب عالميا لكي يبدي "القلق" على ما يحدث هنا وهناك، أما في الحقيقة فهو "طرطور" يوفر الغطاء الشرعي لجرائم أمريكا وتأييد مواقفها المخزية أيا كانت. وآخرها حكم بإعدام مفجر ماراثون بوسطن، وقبلها القوة المفرطة في فض مظاهرات مناوئة للتمييز العنصري وقتل السود بأيدي الشرطة.. والأمر نفسه ينسحب على المنظمة المشبوهة "هيومن رايتس ووتش" التي أوجدتها الولايات المتحدة للتدخل في الشأن العربي تحديدا وهدم القيم والأخلاق بدعوى الحرية وحقوق الإنسان، لتبدأ بعدها نشر الفوضى وغيرها.. منظمة "العهر" هذه لم تشر من قريب أو بعيد إلى الانتهاكات اليومية في أمريكا وأوربا وكذلك الدول المتآمرة علينا في الشرق والغرب، وكأن مهمتها اقتصرت على التدخل في الشأن المصري والدفاع عن الخونة والمشاركين في المؤامرة!!.

قردوغان خرفانجي أصلي يلعب على جميع الحبال، وبعد أن "انقلب" على رفاقه ليستأثر بالسلطة، جعل تركيا دولة بوليسية وحظر مواقع التواصل الاجتماعي كلها ثم زاد من البطش والتنكيل، ومع هذا لا يكف عن التبجح والتطاول على مصر، ويستغيث بالمجتمع الدولي لمنع إعدام المعزول وقادة الإخوان، مهددا بأن "الشرق الأوسط سيغرق في الدم"، وقبل أن ترد عليه الخارجية المصرية، صفعته وكالة "دوغان" الإعلامية، التي نشرت خبر الحكم بإعدام مرسي الفائز بنسبة 52% وهي النسبة ذاتها التي فاز بها أردوغان، وألمحت إلى "أن مصير الرئيس التركي لن يختلف عن رئيس الوزراء الأسبق عدنان مندريس الذي حكم عليه بالإعدام".. فدعا قردوغان الشعب للرد على الوكالة لأن إعدام القادة في تركيا انتهى!!.

في أوربا نددت بريطانيا بالحكم، رغم أن رئيس الحكومة ديفيد كاميرون قال عن أسلوب مواجهته للإرهاب والشغب "لا تحدثني عن الحريات وحقوق الإنسان عندما يتهدد الأمن القومي"!!.. وفي فرنسا قاموا بتصفية منفذي هجوم "شارل ايبدو" ولم ينتظروا المحاكمة، فالقصاص لديهم فوري، ثم يشجبون حكما قضائيا بإعدام قتلة شعب وخونة وطن!!.

نأتي إلى "غربان النحس" مجرمي "غزة"، الذين لا يدخلون بلدا إلا ويجلبون معهم النحس والخراب.. كانوا وما زالوا وراء التخريب والإرهاب في بلدنا. هؤلاء الخونة طلبوا من الاحتلال الإسرائيلي إطلاق اسم "رابعة" على أحد شوارع القدس فتم المراد، ثم طلبوا رفع صورة "المعزول المعدوم" على المسجد الأقصى فوافقت إسرائيل، ولا غرابة في ذلك لأن الإخوان واليهود وجهان لعملة واحدة، ألم يكن حسن البنا يهودي بالأساس قبل أن يشهر إسلامه؟، ثم ألم يبع الفلسطينون أرضهم إلى إسرائيل؟، وألم يتمن الجاسوس مرسي الرغد لإسرائيل وخاطب شيمون بيريز بصديقي؟، كما دعا عصام العريان اليهود للعودة إلى مصر واسترداد أملاكهم، وأخيرا وافق إخوان صهيون على التنازل عن سيناء لتصبح وطنا للفلسطين وتتمدد إسرائيل في غزة وتنتهي القضية على حساب مصر وأرضها!!.

لم يقتصر "العهر" على الخارج، إذ كشفت أحكام القضاء عن نظيره في الداخل من أشخاص أدرك الشعب تلونهم وأكاذيبهم ودورهم القذر في التآمر على البلد. لكن حان وقت الحساب العسير وستفتح ملفات الخيانة تباعا وينال الجميع جزاء ما اقترف في حق مصر.
الجريدة الرسمية