رئيس التحرير
عصام كامل

مرة تانية.. آسف أستاذ حمدين!


كنا نتوقع ردود الأفعال حول مقال أمس "لا لا آسف يا أستاذ حمدين"، من حجم الاهتمام والردود والجدل إلى حجم الاتصالات والرسائل الخاصة.. وبغير مقدمات ننطلق إلى صميم الجزء الثاني اليوم.. بعض الردود تافهة ولا تستحق الرد.. نتوقف فقط عن ردود قيمة لمناضلين نحترمهم جدا من المحامي القدير طارق نجيدة، إلى المحترمين رزق الحنفي وعبد العزيز الحسيني، والزميل كمال فؤاد، وغيرهم ومع حفظ الألقاب لهم جميعا، وهي باختصار جاءت كالتالي ونلخصها في سؤال وجواب:


هل المقال بداية لحملة ضد الأستاذ حمدين؟.. ونقول: الحملة لا تتوقف أصلا؛ لأن التصريحات الصادمة لا تتوقف.
مثل ماذا التصريحات الصادمة؟.. مثل تعرض الإخوان للتعذيب في السجون!.. وهو تصريح لم يقله حتى عبد المنعم أبو الفتوح!.. ونفاه المجلس القومي لحقوق الإنسان، بل يقال التصريح في ظل فضيحة كذبة الإخوان باغتصاب بناتهن باعتراف المدعوة فاطمة، بطلة فرية الاغتصاب الشهيرة!.. أي أن أكاذيب الإخوان تتوالى، وتصريحات الأستاذ حمدين وأعضاء الكرامة - وحدها - في الاتجاه المعاكس، أو قل الاتجاه المخالف!

ثم ماذا؟ قالوا نعم.. الحل الأمني ليس وحده الحل.. وإنما مثلما فعل جمال عبد الناصر.. بالتنمية الشاملة، فعبد الناصر - يقولون هم - لم يعدم في عهده إلا عدد قليل لم يزد عن السبعة!، ونقول: هذا الكلام صحيح تماما.. ولكن مع احترامنا لصاحبه، إلا أنه في حد ذاته مذهل ومدهش!.. لماذا؟ لأن الإخوان بعد ثورة يوليو اختلفوا مع الثورة وضربوا مؤيديها في الجامعات، وتظاهروا ضدها، وبعد عامين حاولوا قتل زعيمها لكن تعالوا.. هل أنجز عبد الناصر التنمية الشاملة للمصريين التي وفرت المسكن والوظيفة والتعليم والعلاج في عام 54؟.. ولا في عام 55؟.. ولا 56؟
إطلاقا.. إنما بدأت النتائج تظهر أعوام 61 وما بعدها، أي بعد 10 سنوات تقريبا من الثورة.. إنما نقول اليوم ذلك بأثر رجعي ونحن ننظر للتاريخ من بعيد.. فما بالكم اليوم تهاجمون السيسي بعد أيام أو أسابيع من انتخابه، ولم يكمل عشرة أشهر!!

ثم قالوا: لماذا بدأت المقال بقصة الهتاف ضد الجيش؟ ونقول: لكي نتكلم عن فكرة اختراق الحملة مبكرا ممن أرادوا توجيهها بمزاعم الثورية والمواقف الجذرية، ولم يكن الأمر كذلك!

أما قصة أن علاء الأسوانلي لم يهاجم عبد الناصر، ورغم أنه قول يخالف الحقيقة لكن ماشي.. لقد تحدثنا أمس عن هجوم أحمد ماهر وحزب الدستور على عبد الناصر.. فلماذا نفيتم أمر الأسوانلي وحده؟.. ألم تسمعوا ما قاله حزب الدستور؟.. ألم تسمعوا هجوم خالد داوود؟.. ألم تسمعوا كلام أحمد ماهر؟.. هو الـ 60 سنة ديكتاتورية وحكم العسكر معناها أيه؟.. طيب بلاش.. دعكم من هؤلاء.. ائتونا ببرهان - بيان أو مقال - للحزب أو لقياداته في الرد على أي هجوم ضد جمال عبد الناصر.. من فريد الديب أو لميس جابر أو حتى المدعو يوسف زيدان؟!.. برهان واحد؟.. شرط أن يكون الرد على هؤلاء بسبب هجومهم على عبد الناصر والناصريين، وليس لهجومهم على الأستاذ حمدين!!

على كل حال.. السطور السابقة هدفها فتح حوار طويل نراه قد بدأ فعلا.. وهي عتاب على كل الأحوال حتى لو تم تصنيفه على أنه عتاب حاد أو عنيف، ولكنه يبقى عتابا.. فبيننا وبين الأستاذ حمدين كل الود والاحترام، وقد عرفنا الرجل وكنا طلبة صغار وكان قياديا كبيرا يشار إليه بالبنان على الأقل داخل التيار الناصري في مصر والدول العربية وهنا.. تكون الصدمة منه عنيفة.. والنصيحة له واجبة.. وللعتاب ألف مبرر..

غدا.. كلام حول حزب الكرامة وقصة إفشال السيسي، وأسباب الهجوم الكاسح لكوادر الحزب ضد عبد الحليم قنديل وكمال أبو عيطة!
الجريدة الرسمية