بالصور.. أهالي قنا يزعمون مشاهدة فيلم «الإنس والجن» الحقيقي.. العفاريت أحرقت منازلنا والأرواح الشريرة تطاردنا.. أستاذ علم نفس: «بيحصل».. ولجان المحافظة: درجات الحرارة والصرف الصحي
تعددت الأسباب والنتيجة واحدة، وهي أن بعض قرى محافظة قنا على وشك أن تتحول إلى كومة تراب، يبكي على أطلالها الأهالي.
فمع حلول فصل الصيف تكثر الحرائق بالمحافظة، ويرجع الكثيرون سبب هذه الحرائق إلى ارتفاع درجة الحرارة، والبعض يرجعها إلى "فعل فاعل"، خصوصًا التي كانت حدثت بمحصول القصب، إلا أن "السبب الخفي" الذي تحدث عنه البعض، هو الجن والعفاريت.
يستند أصحاب الرأي الأخير على تكرار الحرائق دون سبب معروف، الأمر الذي دفع مسئولي الجامعة والمحافظة إلى تشكيل لجان لمعرفة أسباب هذه الحرائق الغامضة.
تقارير اللجان
مصدر بديوان عام محافظة قنا كشف أن السبب في هذه الحرائق هو ارتفاع درجة الحرارة وتراكم أكوام من قش القصب فوق أسطح المنازل، وهو ما يؤدي إلى إفراز مادة تتسبب في عناصر سائلة تتسبب في اشتعال النيران بشكل ذاتي.
فيما كشف مصدر آخر بجامعة جنوب الوادي أن السبب هو الصرف الصحي، الذي يتم تنفيذه في "أبيار" مفتوحة في الأرض، وبالتالي هذا الأمر يفتح مجالًا لارتفاع سخونة الأرض، مما يسبب اشتعال النيران بصورة مفاجئة، مدللًا على ذلك بأن سخونة الأرض مصحوبة بدخان، محذرًا من أن هذا الأمر سيؤدي على المدى البعيد إلى كارثة بيئية.
الأهالي يرفضون هذه التفسيرات
أهالي بعض القري التي نشبت فيها النيران بشكل عشوائي، وهي قرى المراشدة والكرنك والترامسة والحاج سلام، رفضوا التحليلات السابقة، وبعضهم قالوا إنهم كانوا يشاهدون أشياءً غريبة منها اشتعال النيران في محصول القصب مرة واحدة، وهو مزروع على الأرض، وبعضهم ذكروا أنهم كانوا يشاهدون النيران تشتعل فوق أسطح المنازل وداخل دواليب الملابس، خصوصًا في جهاز العروس.
احتراق جهاز العروس
كانت هناك ظاهرة غريبة في تلك الحرائق، بحسب الأهالي، وهي أن أي منزل كان بداخله جهاز عروس، يحترق بالكامل، وأحد الأهالي قال إنه وجد رسالة متروكة ومكتوب بها أشياء غير مفهومة، وهو ما دفعه إلى الاستعانة بشيوخ وقساوسة للتخلص من هذا الشر الذي حل بمنزله، وبعد الاستعانة بالشيوخ والقساوسة استمرت الأشياء الغريبة في الظهور بالمنزل، تشير إلى وجود أرواح شريرة تحاول طرد الأهالي من البيوت وتمنع الزواج.
قرى النار
يقول الأهالي إن هناك بعض القرى اشتهرت باشتعال النيران في بداية موسم الصيف تحديدًا، وتستمر لمدة أسبوع تقريبًا، وتنتهي مع بداية الاستعانة بالمشايخ والقساوسة الذين يسعون إلى طرد الجن والعفاريت من هذه الأرض.
يحكي على محمود السيد، من قرية المراشدة: "شاهدنا النيران تشتعل بمحصول القصب بطريقة غريبة، وعلى فترات متقطعة وخاصة فترة الظهيرة التي تكثر فيها تلك الحرائق والأعجب من ذلك أن الحريق لا يأكل المحصول بالكامل، بل يؤذي المحصول والأرض أيضًا بحيث لا تتمكن من زراعة نفس المحصول في العام التالي".
ويضيف أحمد رشدي فكري، من قرية أبو دياب شرق: "فجأة اندلعت النيران بعدد من المنازل وكانت هناك حالة غريبة ونادرة جدًا، وهي إن الشئ الذي ساعد على امتداد النيران إلى المنازل المجاورة هو الحمَام الذي كان يطير وهو مشتعل فيصطدم بأسطح المنازل ما يؤدي إلى استمرار اشتعال النيران بالمنازل".
المشايخ والقساوسة يطاردون اللعنة
بعض القرى استعانت بمشايخ وقساوسة لحل هذه الأزمة التي تتكرر كل عام خصوصًا في السنوات العشر الأخيرة، وهي الفترة التي قال الأهالي إن الجن يسعى فيها إلى الاستيلاء على الأرض من البشر، واختلاق مثل هذه الأشياء لتتمكن من احتلال الأرض وطرد البشر.
بحسب الروايات، كانت هناك قريتان حدث فيهما ذلك في قنا، وقرر بعض الأهالي نصب خيم بعيدة عن المنازل حتى يتركوا الأرض والبيوت وينجوا بأنفسهم وأولادهم، خصوصًا أن البعض كان يخاف على ابنته من فعل الجن والعفريت، وذلك عندما بدأت تظهر على بعض الفتيات علامات كما كان يحدث في فيلم "الإنس والجن".
فيلم "الإنس والجن" يتكرر في قنا
بعض الأهالي قالوا إنهم شاهدوا مشاهد من فيلم "الإنس والجن" تتكرر في منازلهم، وهو ما دفعهم إلى تركها والاستعانة بالمشايخ لطرد هذه الأرواح الشريرة التي تحاول السيطرة على بناتهم وتمنعهم عن ممارسة حياتهم الطبيعية، على حد قولهم. أحدهم قال إنه كان يصر على استمرار مراسم العُرس لابنته لينتهي الوضع على نكسة، وحسبما ذكر أحدهم فإن فتاة قتلت نفسها بإشعال النيران بجسدها.
الأدهى من ذلك أن أحدهم قال إن الفتاة كانت تفعل ذلك وهي تضحك، "وكأن جسدها يسكن به روح تعشق النار.
يقول الأهالي إنه بعد هذه الحادثة ترك السكان القرية وهجروها تمامًا، خوفًا من تكرار ما حدث، خصوصًا أن القرية كان بها عدد كبير من الفتيات.
منصور السيد محمد، أستاذ علم النفس، قال إن الأرواح الشريرة موجودة بالفعل، ويعترف بها الغرب وتظهر في أفلامهم وأعمالهم الدرامية، على حد قوله، مضيفًا أن القرآن ذكر الجن في آياته.
محمد قال إن الاستشهاد بالقرآن في هذا الأمر لا يعني الجهل والتخلف، على حد رأيه، موضحًا أنه لا توجد رسالة سماوية لم تتحدث عن فعل الجن، لافتًا إلى أن هناك بعض الكنائس تعالج الجن والعفاريت أيضًا، حسبما قال.