رسالة إلى شيخ الأزهر
فضيلة الأمام د. أحمد الطيب شيخ الأزهر
أثرت أن أكتب ما أريده علنا لأنني على عكس البعض مقتنع إلى درجة اليقين أنك شخصية مستنيرة جدا وتبغي الإصلاح الديني بالفعل لمواجهة أفكار التطرف التي صنعت لنا جماعات وحركات ومجموعات إرهابية تفجر وتحرق وتدمر وتخرب وتقتل الآن للأسف تحت راية الدين.
وبسبب قناعتي هذه لا أفهم مواقف أو تصرفات أو كتابات بعض من ينتمون لمشيخة الأزهر وكان آخرهم د. عمارة الذي كتب في العدد الأخير مقالا يشيد فيه بمؤسسة جماعة الإخوان التي تمارس عنفا وإرهابا واسعا، وبما أسماه مشروعه لتحقيق النهضة في عموم بلاد المسلمين!
إن مثل هذا الكلام لا يمكن تبريره بحرية الرأي أو برفض وضع أية قيود على الكتاب في مجلة الأزهر، لأن هذه المجلة المفترض أنها تعبر عن رأي ورؤي المشيخة وبالطبع لا يمكن أن تكون مشيخة الأزهر مروجة لأفكار ورؤي مؤسس جماعة قامت - كما تؤكد الدراسات الموضوعية- على مبدأ التكفير وانتهجت منذ الأيام -وليس السنوات الأولى لها - للعنف والإرهاب، فاغتالت وفجرت ودمرت، والأخطر تخابرت وتعاونت مع دول أجنبية وجهات غير مصرية ابتدء من الحكومة الإنجليزية وحتى السلطات الأمريكية.
لقد قيل إن د. عمارة مجمد الآن ولا يدير مجلة الأزهر أو يشرف عليها.. لكن هذا -إن صح- لا يكفي فكيف نسمح له بالترويج والدعاية لجماعة إرهابية على صفحات مجلة تمثل الأزهر الشريف.
أنا هنا لا أتحدث عن تجديد أو تطوير الخطاب الديني أو تحقيق الثورة الدينية التي تحدث عنها الرئيس السيسي، ولكني أتحدث فقط عن مجرد عدم الإساءة للأزهر الشريف.
