ليس أبناء الزبالين فقط !؟
القضاء حصن العدالة يرفض تطبيق أبسط قواعدها وهي المساواة وتكافؤ الفرص وإعادة الحقوق لأصحابها، لو طبقنا هذا الشرط بالأمس على قضاة اليوم ما كانوا في مناصبهم الآن، في الوقت الذي يتم فيه استبعاد المتفوقين يتم تعيين ستة توائم في نفس القرار وكأنه تحد صارخ لشعور الشباب وتحطيم لمستقبلهم وغرس بذور الكراهية في نفسهم لبلد نقسوا عليه ونظلمه بأفعالنا رغم أننا ندعي أننا نعشقه بكلام والأغاني، عدم تعيين أبناء العمال والفلاحين في الوظائف المهمة لا يحطم مستقبلهم فقط وأحلام أهاليهم بل يحرم البلد من الاستفادة منهم ويعطي رسالة سيئة لغيرهم أنه لا قيمة للتفوق.
رغم أن مشكلة هؤلاء الشباب كانت في عهد الرئيس السابق عدلي منصور إلا أنني أتمنى أن يفعلها الرئيس السيسي بعد أن يطمئن إلى سلامة تحرياتهم الأمنية وأن يستقبلهم في الرئاسة ويقدم لهم ولأسرهم اعتذارا عن الإهانة التي تعرضوا لها ويصدر لهم قرارا بتعيينهم فورا بأقدمية زملائهم، لو فعلها الرئيس سوف ترفع شعبيته في السماء ويعطي رسالة قوية في عدم تكرارها مرة أخرى ويؤكد حرصه على تطبيق مواد الدستور المصري التي تلزم الدولة بتطبيق مبادئ العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص.
قد يفعلها الرئيس خاصة لو علم أن والد أحد هؤلاء الشباب توفاه الله بسبب إصابته بجلطة في المخ بعد سماعه نبأ استبعاد نجله وأب ثان لأحد المستبعدين لم يشفع له استشهاد نجله الآخر في سيناء برصاص الإرهابيين، وسيدة ترملت على نجلها والذي كان يعمل والده موظفا مدنيا في وزارة الدفاع وغيرهم فوراء كل شاب من هؤلاء حكاية أغرب من الخيال.
الظلم ظلمات يوم القيامة وهو أخطر على مصر من الإرهاب، الكلام كثير عن العدالة دون تطبيقها على أرض الواقع يفقد المصداقية ويؤثر سلبا على المجتمع، واختتم بواقعة حكاها لي النائب المحترم علاء عبد المنعم حول التحاقه بكلية الشرطة بعد أن وصل إلى مرحلة كشف الهيئة ٥٨٠٠ طالب ومطلوب فقط ٦٠٠ وعندما عرض الأمر على الرئيس عبد الناصر سنة ٦٩ قام بترتيب الطلاب حسب درجاتهم في الثانوية العامة ثم قام بوضع خط أحمر بعد رقم ٦٠٠ وقال هؤلاء هم المقبولون وكان من بينهم أولاد العمال والفلاحين والفقراء والمساكين وكان من بين المستبعدين أبناء الوزراء واللواءات وأساتذة الجامعات، سفير سابق تولى أهم المناصب بالخارجية حينما سألته كيف لمثلك أن يلتحق بالخارجية وأنت من أفقر الأسر المصرية ووالديك كانا يعملان في الزراعة؟ قال لي لقد عشت في عصر كان للمجتهد فيه نصيب بصرف النظر عن ظروفه الاجتماعية.
نتمنى ألا يتكرر في عهد الرئيس السيسي نموذج الشاب عبد الحميد شتا الذي انتحر من على كوبري أكتوبر بعد استبعاده من الخارجية لأنه ابن راجل فلاح رغم أنه كان أول كلية الاقتصاد والعلوم السياسية وأول اختبارات الخارجية، عينوا أبناءكم في المناصب المهمة في الدولة لكن فقط عينوا بجانبهم المتفوقين من أبناء العمال والفلاحين والفقراء والمساكين لعل الله أن يرحمكم ويعفو عنكم.
egypt1967@yahoo.com