رئيس التحرير
عصام كامل

وإن سألوك عن العدل فقل لقد مات عمر


لاتزال يا معالي المستشار الجليل صورتك وكلامك الذي كنت دائمًا تقوله لنا أيام اعتصامنا في ميدان التحرير خلال ١٨ يوم إبان ثورة ٢٥ يناير العظيمة يرن في أذنى عندما كنت تقول لنا: سوف نأتي بمبارك وأعوانه ونسجنه في سجن العقرب ويحاسب على مافعله بالشعب خلال ٣٠ سنة ظلم واستبداد للبلاد، يا سيادة المستشار المحترم، أننا شرفنا كاشباب شارك في ثورتي ٢٥ يناير و٣٠ يونيو أن تتلمذنا على تعاليمك ونصائحك التي كانت ولا زالت منارة وقدوة لنا طوال الوقت نضع كلامك لنا طوال الوقت حافظوا يا شباب على البلد وعلي أنفسكم ولا تكون اليد التي تهدم بل كونوا دعاة بناة، ولن ننسى أبدًا أنك كنت دومًا تقدمنا أمامك وتقول كلمتك الشهيرة أنتم الشباب أنتم المستقبل.


ويأتى علينا زمن العجائب كل شئ فيه بالمقلوب الصادق يصبح كاذب والمؤتمن يصبح خائن والمخلص لبلده ولوطنه يصبح بقدرة قادر عميل وإخوان ويجب علينا بتره من المجتمع، ولي في هذا الصدد شهادة لابد أن أدلوا بها أمامكم جميعًا وأمام الله، لقد كان المستشار زكرياعبدالعزيز دائمًا لايريد ولا يحب الظهور إعلاميا بل الأكثر من ذلك لا يسعى ولا عنده نهم للسلطة ولا لمنصب لقد عرض عليه أكثر من مرة منصب وزير العدل ومنصب النائب العام ورفض وكان يقول دائمًا: إن منصة القضاء أرفع وأجل من أي منصب.

وفجأة يُتهم هذا القاضى الشريف بتهمة غريبة جدًا، قال إيه: متهم باقتحامه مقر مبني أمن الدولة بمدينة نصر ويأتى بالشهود بمشهد كما الأفلام العربية الأبيض والأسود ليقولوا بأشياء خرافية من وحي خيالهم المريض، ويقولوا إن المستشار زكريا عبدالعزيز حرض الشباب على اقتحام مبني أمن الدولة مع العلم للجميع أن أول شاهد ويدعي (ط- ز) هو الذي ناشد المستشار زكرياعبدالعزيز لكي يأتي إلى مقر جهاز أمن الدولة بمدنية نصر ليسلمه الأوراق والأجهزة لأنهم لا يثقوا في أحد سواه وكانت هذه المناشدة من خلال قناة الجزيرة، ماشوفتوش مهزلة أكتر من كدة ويأتى شاهد آخر هو في الأساس لم يكن موجودا في وقت الواقعة بس جي يجامل بقلبه ويقول ويصول ويجول في ذمة المستشار زكريا عبدالعزيز باباطل وينطبق على هذا الشاهد " شاهد ماشفش حاجة".

إن سيادة المستشار زكريا عبدالعزيز ذهب إلى مبنى أمن الدولة بناء على طلب من اللواء إسماعيل عتمان مدير الشئون المعنوية للقوات المسلحة وعضو المجلس العسكري في ذلك الوقت وقد صعد المستشار زكريا فوق مدرعة للجيش داخل ساحة جهاز أمن الدولة وأخذ ينادي في الشباب المتواجدين داخل ساحة المبني ويقول يجب عليكم الخروج حالا وترك المكان للقوات المسلحة لتأمينه وحافظوا على جميع الأجهزة والأوراق الموجوة بالمكان وقد استجاب شباب كتير من المتواجدين وكان موجود حين ذاك اللواء حمدي بدين بصفته رئيس الشرطة العسكرية وجاء ممثلين من النيابة العامة واستلموا الأوراق والأشياء الموجودة، وذهب المستشار زكريا عبدالعزيز لبيته هذا ماحدث بالضبط وفجأة يصبح المنقذ جانى ومقتحم لماذا وكيف؟

ياسادة.. المستشار زكريا عبدالعزيز يحاكم لأنه وقف ضد نظام مبارك وتزويرهم لنتيجة انتخابات ٢٠٠٥، يحاكم لأنه آمن بالثورة وكان من مؤيديها، يحاكم لأن الشباب يعتبروه مثل أعلي وقدوة في النضال الثورى الوطني لهذه الأشياء كلها يحاكم وإذا تركناه وحيدًا ساعتها سوف نسمع في داخلنا صدى صوت يقول: "لقد مات عمر لقد مات عمر"
الجريدة الرسمية