ياعيني عليكي يا "30 يونيو" !!
ليس قناع توت عنخ آمون هذه المرة.."النوبة دى" عصاه.. حسب تقارير صحفية، انكسرت قطعتين آثريتين من مجموعة الملك توت عنخ آمون: العصا، وقطعة أخرى.
قالت التقارير إن القطعتين انكسرتا خلال نقلهما من متحف التحرير للمتحف الجديد.. رد مسئولون في الآثار أن الموضوع كذب.. وأن القصة إشاعات.. نشرت عدة صحف صورة للعصا المكسورة.. صمتت الآثار.. ومدير المتحف المصرى لا حس ولا خبر.
معلوم.. تنكسر قطعة واثنين وثلاثة.. ينكسر كرسى الملك توت، ويتشرخ سريره في ستين داهية..ما الذي ممكن أن يحدث ؟ لا شىء.. قصة لصق ذقن قناع الملك توت نفسه "بأمير" مرت.. وكأنها لم تحدث، مع أنها في الخارج مازالت تفاصيلها مدوية.. الصحافة الأوربية مازالت تتداول الموضوع كنكتة..أو باعبتارها إحدى أساطير سومر القديمة..لا هم مصدقين، ولا هم في الوقت نفسه مكذبين.
القصة مازالت مدوية في الأوساط الأثارية في الخارج.. لكن الأمر لم يتعد عندنا إلا تداول إعلامي، وصحفى، ما يلبث أن يخفت كالعادة بعد يومين ثلاثة بلا نتائج.
كلامنا بعد المصايب.. مثل كلام الليل مدهون بزبدة يطلع عليه النهار يسيح.. خطايانا، وإهمالنا، وتقصيرنا دائما مغلفة بزبدة.. زبدة دنماركى.. أجود أنواع الزبدة في العالم.. كلام ابن عم حديث، وعد ووعيد للمقصرين.. ثم "ادى وش الضيف"..لا عقاب ولا حساب..ولا جواب على ألوف التساؤلات.
أصابنا تكرار الكوارث بما يشبه البلة
عته كامل ضرب أعلى طبقات التنظيم الإداري تبعنا.. لذلك تقع الحوادث، وتنفتح الجروح غائرة.. ثم لا شىء.. كأن شيئا لم يحدث.هي جت في "عصاية" هذه المرة ؟ ما الجديد؟ إذا كان ذقن قناع الملك نفسه لصقوه بصمغ مكتبات قبل أقل من شهرين..وقالوا التحقيقات شغالة.. والشنق في انتظار المقصرين.
فاتت شهور، ولا ظهر مقصرون.. ولا سمعنا عن جرسة إدارية للمسئولين عن الجريمة.. بالعكس، نفى مسئول بالمتحف المصرى، بعد فترة من الواقعة أية إصابات لقناع الملك..قال الجملة المعهودة: حملة لتشويه نظام ما بعد 30 يونيو!
كان كلاما فارغا..لكن ربنا ما يقطع لنا عادة.. قصة "العصاية" نفاها مسئولون بالمتحف المصرى أيضا قبل أيام..قالوا: كله تمام.. وما في الإمكان أبدع مما كان..نفى انكسار عصا الملك توت، جاءت على لسان خبراء في احتفالية باستعادة قطع أثرية مصرية من الخارج !!
للانصاف، الفترة الأخيرة زادت الإنجازات.. تأتى القطع الآثرية من الخارج، لكسرها في الداخل.. نتسلم تحفا فنية بشق الأنفس من أوربا، بعد مفاوضات واتفاقيات وبعثات مسافرة وبعثات جاية، لتقع في أيدي مقاولين وعمال نقل أثاث في الداخل ويقولك: محاولات لتشويه 30 يونيو.
مالها 30 يونيو بذقن الملك توت ؟ مالها 30 يونيو بعصاه وكرسيه ؟
إن جيت للحق، لم نعد في حاجة لمفاوضات وبعثات وسفريات لاستجلاب آثارنا من الخارج.. لو استمر الوضع على ما هو عليه، فإن حاجتنا قصوى إلى اتفاقيات لنقل آثارنا للخارج.
أي بلد أوربي ستكون لآثارنا أفضل من الوقوع في يد مصريين اعتادوا لصق "المكتبات".. وتعليق أخطائهم على 30 يونيو !!
Twitter: @wtoughan
wtoughan@hotmail.com