لالا.. آسف يا أستاذ حمدين !
كان الهتاف مستفزا وبرغم الصدمة وبرغم السؤال: الهتاف ضد الجيش هنا ؟ إلا أن الأستاذ حمدين لم يكن موجودا ولم يؤيد الهتاف فيما بعد ولكنه أيضا لم يرفضه ولم يستهجنه ومرت الليلة هكذا!
كان المشهد دليلا على ملاحظة نراها مهمة قلناها بعد الانتخابات في عدة مقالات كانت رسائل للأستاذ حمدين اعتبرناها استخلاصا من بعيد لدروس المعركة الكبيرة التي خاضها وقررنا بعدها أن لا نكتب عنه أو له أبدا إلا أن تعرض لمكروه لا قدر الله.. لكن ما هي أهم ما لاحظناه في قصة الهتاف المذكور؟ الإجابة: هو اختراق كبير من حركات ومجموعات وحلقات غير ناصرية طبعا ـ تتراوح بكونها غير مريحة أو حتى غير بريئة إلى كونها مشبوهة رأت في الحشد خلف الأستاذ حمدين سبيلا للدفع به إلى تبني مواقفها هي..وآرائها هي..باعتبارها المواقف والآراء الأكثر ثورية والأكثر جذرية..على خلاف الحقيقة تماما لكن من بداخل الدائرة ـ طبعا ـ لا يري تفاصيلها جيدا وإليكم التفاصيل:
بالأمس قال الأستاذ حمدين إن الإعدام ليس حلا! ونسأله بعيدا عن رأينا في أحكام الإعدام: وما هو الحل إذن؟ وهل هذا تصريح مناسب والشارع يغلي بالحزن والغضب بعد استشهاد القضاة؟ كان من الممكن أن يقول إن الإعدام ليس حلا بمفرده..وأنا في حاجة إلى إجراءات أخرى لتجفيف الإرهاب..لكنه لم يقل..وماذا لو صمت الأستاذ حمدين أو تجاهل الأمر؟ هل كان سيلومه أحد؟
وهنا نضطر إلى فتح باب التساؤلات واسعا: ما هو الموقف الحقيقي للأستاذ حمدين ولحزبه من استقلال القضاء وهي قضية لا تقبل التجزئة؟ فإن كان مع استقلاله الكامل فكيف يستهجن حكما مهما له؟ وكيف سابقا يطالبه بأحكام يريدها؟ وكيف سابقا يطالبه بالامتناع عن أحكام لا يريدها؟ وإن كان الصمت على الهتاف ضد العسكر مقبولا ـ مثلا مثلا ـ بحسابات الانتخابات والرغبة في استمرار الحشد فما المبرر لهذا الود الكبير مع حزب الدستور مثلا ؟
وما سر الدفاع عن شخص مثل أحمد ماهر مثلا؟ ألا يعرف الأستاذ حمدين وحزبه موقف الدستور وماهر من جمال عبد الناصر؟ ومن كل ما عاش من أجله جمال عبد الناصر؟ من العدل الاجتماعي إلى الوحدة العربية ومن التخطيط للاقتصاد الوطني إلى العلاقات مع أمريكا؟ وما سر الصمت ـ كل مرة ـ على تطاول علاء الأسوانلي على جمال عبد الناصر؟ وما سر ترحيب أعضاء الكرامة بكل ما يصدر عن الأسوانلي طالما كان ضد السيسي؟ وإن كان الأستاذ حمدين يري في قناة السويس الجديدة عملا جيدا ذهب لزيارته... فلماذا لا يعترف الكثيرون الكثيرون ـ من أعضاء حزبه بأي تقدم ولا أي إنجاز ؟!
الأستاذ حمدين ونعتز جدا بمعرفته منذ أن كنا في المرحلة الثانوية وحتى اليوم وفي رحلة تصل إلى ربع قرن تمنحنا الحق في نصحه من جديد فالدين النصيحة..والدائرة حوله ـ فيما نري ـ يغيب عنها قليلا أهل الحكمة وأهل العقل ويبدو أنهم يبخلون بالنصح أو يخشون سطوة أهل الحناجر..حتى عن موائمات المواقف وموازين التصريحات التي تقاس ـ ويجب أن تقاس ـ بحساسية أكثر من موازين الذهب..ويبدو أن للحديث بقية!