رئيس التحرير
عصام كامل

إعدام مرسي


رغم أن قادة الإخوان وهيئة الدفاع عنهم لم يتوقعوا من هيئة المحكمة التي تحاكمهم سوي الإدانة على ما اقترفوه من جرائم في قضيتي التخابر واقتحام السجون وهذا ما لمسته بنفسي خلال جلسات المحاكمة، إلا أن قرار هيئة المحكمة برئاسة المستشار شعبان الشامي بإحالة أوراق معظم المتهمين في القضيتين وعلي رأسهم الرئيس الأسبق مرسي والمرشد بديع ونائباه الشاطر ومحمود عزت ومعهم الكتاتني والبلتاجي والقرضاوي إلى المفتي جاء ليمثل صدمة لهم ((لم يدروا إخفاءها)) رغم أقنعة الابتسام التي ارتدوها منذ بداية الجلسة الأخيرة التي عقدت يوم السبت الماضي..


ولذلك.. علينا أن نتوقع اندفاع عناصر الجماعة في عمليات انتقامية بعضها سيطول القضاة لإرهابهم على غرار ما حدث بعد بضعة ساعات قليلة من إعلان المحكمة قرارها في قضيتي التخابر واقتحام السجون، وعلينا أيضا أن نتوقع هجمة إعلامية أمريكية وغربية مثلما بدأت صحيفة الواشنطن بوست بل وأيضا تطاول دبلوماسي أمريكي وغربي في تصريحات بعض المسئولين.

فإذ صدر حكم بإعدام محمد مرسي سيكون هو أول رئيس مصري يصدر ضده حكم بالإعدام.. كما ستكون هي المرة الأولى التي تتعرض فيها جماعة الإخوان في كل تاريخها الطويل لأن تصدر أحكام بالإعدام ضد كل قادتها الأساسيين ابتداء من المرشد ومرورا بنائبيه وهما أهم رجلين في الجماعة.

نعم إذا صدرت بالفعل هذه الأحكام بعد نحو أسبوعين بالإعدام، سيكون هناك فرصة أمام قادة الإخوان للطعن في هذا الحكم أمام النقض.. وحتى إذا أبدت محكمة جديدة الحكم مجددا سيكون لديهم فرصة أخرى للطعن أمام النقض مجددا.. لكن مع ذلك كله فإن قادة الإخوان الذين تم إحالة أوراقهم إلى المفتي يتحسسون الآن رقابهم وباتوا يشعرون بالخوف الحقيقي على حياتهم، رغم أن الحكم بالإعدام لم يصدر بعد ولن يصدر - إذا لم تتغير عقيدة هيئة المحكمة - قبل الثاني من يونيو القادم.

وهذا الخوف سيجعل الإخوان أكثر شراسة، وأكثر عنفا وأكثر رغبة في الإنتقام من خلال مزيد من عمليات العنف والإرهاب، لكن في ذات الوقت فإن هذا الخوف سيكون له تأثير معاكس آخر خاصة على قواعد الجماعة وأعضائها العاديين الذين سيحاولون النجاة بحياتهم بالابتعاد عن أنشطة وأعمال الجماعة الإرهابية.

وهكذا تأثير قرار إحالة أوراق عدد من المتهمين في قضيتي التخابر واقتحام السجون من قبل هيئة المحكمة سيكون مزدوجا ومتناقضا في ذات الوقت.. وإذا كان السعي للانتقام سيكون واضحا من قبل الإخوان في الأيام القليلة القادمة، فإن الخوف وبالتالي الانسحاب والكمون وإيثار السلامة سيكون هو السلوك الأكثر وضوحا للإخوان بمرور الوقت، خاصة إذا اكتشفوا أن عمليات الانتقام توقع المزيد منهم في يد العدالة ولا تنقذ قادتهم من المصير الذي ينتظرهم.
الجريدة الرسمية