..و رحل الأستاذ

قليلون هم الذين خرجت بهم من الوسط الرياضي كأصدقاء بعيدا عن العمل الصحفي..قليلون الذين دخلت بيوتهم وتعرفت عليهم عن قرب ومنهم الأستاذ جميل حنا وعندما أقول أستاذ فأنا أعني الكلمة بكل دلالتها..أستاذ في رفع الأثقال وحمل عبء هذه الرياضة على عاتقه سنوات طويلة وهو المؤسس للاتحادين العربي والأفريقي ومحاضر متميز في الاتحاد الدولي للعبة..

جميل حنا كان يعتبر رفع الأثقال هي أسرته وبيته وكل شىء في حياته..أعطاها الكثير رغم أنها بخلت عنه في الأيام الأخيرة ولكن تبقي كتبه وأعماله ونظرياته باقية..كان رجلا يذوب عشقا في مصر..فهمت منه معني الوحدة الوطنية على أصولها رغم أن البعض في وقت من الأوقات حاول استغلال ديانته للتأثير عليه ولكن هذه المحاولات لم تفلح لأننا جميعا كنا على يقين بوطنية هذا الرجل الذي حاول حتى آخر نفس له..

انظر إلى الماضي وأري أن أول خبر لي في حياتي الصحفية كان عن رفع الأثقال لأني وجدته دونا عن باقي المسئولين رجلا يقدر دور الصحفي والصحافة..شجعني كثيرا وحببني في رياضة رفع الأثقال لدرجة أن معظم أصدقائي من هذه اللعبة..سعد أحمد محمد والدكتور خالد زهران والحاج عبد القادر زغلول والعميد مختار عمارة وغيرهم ولكن هؤلاء ظلوا أوفياء على العهد معترفين بدوره ومقدرين له..كان خبر وفاته صدمة لي ولكن هذه هي الحياة..كنت أخطط لزيارته ولم يسعدني الحظ..إلى جنة الخلد يا أستاذ جميل..وأتمني من المسئول الأول عن الرياضة في مصر المهندس خالد عبد العزيز ومحمود محجوب رئيس اتحاد رفع الأثقال أن يكون هناك تكريم لهذا الرجل الذي أفني حياته في خدمة اللعبة من خلال إطلاق اسمه على أكبر صالة حديد في مصر ولله الأمر من قبل ومن بعد.