رئيس غرفة البترول: أزمة الطاقة في مصر بدأت بإهمال الحكومة
قال الدكتور تامر أبو بكر، رئيس غرفة البترول والتعدين، إن 90% من الكهرباء في مصر تتولد باستخدام المواد البترولية بينما تصل نسبة توليد الطاقة الكهربائية من المياه إلى 5% في مقابل نسبة ضئيلة للغاية لتوليد الكهرباء بطاقة الرياح، واصفا هذا الأمر بالكارثى، خاصة وأن توليد الطاقة في كافة دول العالم يعتمد على آليات الخلط وتنويع المصادر حيث يتم الاعتماد بنسبة 50% على استخدام المواد البترولية لتوليد الكهرباء إلى جانب مساهمة المحطات النووية في توليد الكهرباء بنسبة 6%، فضلا عن الاعتماد على الفحم بنسبة 10%، بينما يتم الاعتماد على الطاقة المتجددة بنسبة 1% تقريبا.
وأضاف أن مصر تعانى عجزا في المواد البترولية ظهر للجميع منذ عام 2005، نتج عن إهمال الدولة وضع رؤى إستراتيجية لاستخدام الطاقة خلال الـ20 عاما المقبلة، ولم تكن هناك دراسات تحدد آليات تحرك الدولة في هذا القطاع الإستراتيجي الهام.
وأرجع "أبو بكر"، السبب الرئيسى في معاناة مصر من أزمة الطاقة إلى إهمال الدولة الاقتراب من ملف الدعم، نظرا لما يثيره من حساسية لدى الغالبية العظمى من الشعب المصرى، وبرغم ذلك تم توجيه الدعم خلال الفترة الماضية بصور خاطئة نتج عنها استفادة رجال الأعمال والمصانع الكبرى من دعم الدولة للطاقة على حساب المواطن، حيث بلغت قيمة الدعم ما يقرب من 130 مليار جنيه سنويا ولم توجه للتعليم الجيد أو الصحة، ونتج عن إطلاق الدولة يدها في ملف الدعم عدم تحقيق أية رفاهية للمواطن أو تحريك الصناعة لمنافسة الصناعات العالمية.
وأشار إلى أن ملف الطاقة تحمل العديد من الأخطاء التي ارتكبتها الدولة في الثمانينات وأهمها استهلاك الغاز الطبيعى بحرقه داخل المصانع وخاصة مصانع الأسمدة بعد فشل الدولة في آليات تخزينه، برغم أن مصانع الأسمدة تعمل بالاعتماد على الفحم والمخلفات الزراعية و10% فقط من المازوت، وأهملت الدولة الاستفادة من حقول الغاز الطبيعى في الصناعات البتروكيماوية.
وأوضح أن نجاح الحكومة الحالية في تطبيق إستراتيجية دعم الطاقة وإعادة إدارة الملف وفقًا للدراسات المقترحة والتي تضمنت 21 بندا لتعديل سياسات وإجراءات قطاع البترول و22 بندا لتعديل سياسات وإجراءات قطاع الكهرباء، ما ساهم في تحقيق طفرة قوية بملف الطاقة لتحسين الاستفادة من موارده مستقبلا.
وفيما يتعلق بأزمة الكهرباء المنتظرة خلال الصيف المقبل، أكد "أبو بكر" أن الصيف المقبل لن يشهد انقطاعات للكهرباء إذا ما التزم المواطن بترشيد الاستهلاك خلال ساعات الذروة بهدف إحداث قدر من التوازن في الاستهلاك، كما لفت إلى استعداد الدولة لاستيراد الغاز الطبيعى من الخارج وتوريد كميات هائلة عبر المركبات القادمة للموانئ خلال أغسطس المقبل، إلى جانب دخول 3600 ميجاوات من الكهرباء إلى جانب العرض عبر المحطات الجديدة خلال الشهرين المقبلين.