رئيس التحرير
عصام كامل

الغموض يحيط بمصير حسين سالم بعد تأييد التحفظ على أمواله.. علاقته بالرئيس الأسبق بدأت في سلاح الطيران.. تورط في تجارة السلاح من خلال شركة «الأجنحة البيضاء».. وقفز من سفينة «مبارك» ا


أيدت محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار محمد عامر جادو، اليوم الأحد، قرار منع كل من حسين سالم، رجل الأعمال الهارب، وزوجته، وسامح فهمي، وزير البترول الأسبق، وزوجته ونجله من التصرف في أموالهم مؤقتًا كما منعت سعيد عبد المجيد، والسيد سلامة، من التصرف في أموالهما العقارية والمنقولة "مؤقتًا".


وكان سامح فهمي، وحسين سالم، قد تقدما بطعن على التحفظ على أموالهما.

كاتم الأسرار
وعلي الجانب الآخر فإن حسين سالم أو "كاتم أسرار مبارك" كما يلقبه البعض، هو أحد أبرز الوجوه التي أثارت علامات الاستفهام في أعقاب ثورة 25 يناير؛ بسبب ما نُشر عن علاقته الوطيدة بـ"آل مبارك" والتي بدأت بعد التحاقه بسلاح الطيران حيث تعرف على الرئيس الأسبق حسني مبارك وشارك معه في حربيّ 1967 و1973.

الأجنحة البيضاء
وبعد تولي مبارك رئاسة الجمهورية، ظلت علاقته بصديقه القديم، حسين سالم، قائمة ولكنها بقيت محصورة في أضيق الحدود ولا يعرفها سوى المقربين منهما حتى عام 1986 عندما قدم علوي حافظ، عضو مجلس النواب آنذاك، طلب إحاطة لأحد أعضاء مجلس النواب عن الفساد في مصر، مستندًا في جزء منه إلى اتهامات خاصة، وردت في كتاب "الحجاب"، للكاتب الصحفي الأمريكي بوب دوورد، والذي ذكر أن شركة "الأجنحة البيضاء" التي تم تسجيلها في فرنسا، هي المورد الرئيسي لتجارة السلاح في مصر، وأن هذه الشركة تتضمن أربعة مؤسسين هم منير ثابت، شقيق سوزان زوجة مبارك، وحسين سالم، وعبد الحليم أبو غزالة، وزير الدفاع المصري آنذاك، ومحمد حسني مبارك، نائب رئيس الجمهورية وقت تأسيسها.

الأب الروحي
وخلال سنوات طويلة التف حول "سالم" سياج من الغموض إلى جانب قلة المعلومات المتداولة عنه خاصة مع إصراره على العمل بعيدًا عن الأضواء ووسائل الإعلام، وهو ما جعله يختار مكانًا بعيدًا على شاطئ البحر الأحمر ليكون مقرًا دائمًا له ليؤسس فيه أشهر مدينة سياحية على مستوى العالم، ويجعل منها قطعة من الجنة للدرجة التي جعلت البعض يطلقون عليه صاحب شرم الشيخ والأب الروحي لها.

القفز من المركب الغارق
وعلي الرغم من قوة العلاقة بين سالم ومبارك، إلا أن "الصديق المقرب" كان أول القافزين من السفينة الغارقة، حيث رحل إلى إسبانيا التي يحمل جنسيتها بعدما أدرك غضب المصريين من نظام مبارك.

وبعد الثورة خاضت مصر جولة دولية في محاولة لتسليم سالم، خاصة بعد الكشف عن قضية توقيع شركته "شرق المتوسط للغاز" لعقد تصدير الغاز إلى إسرائيل، والذي تنص بنوده على أن تصدر الشركة 120 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي إلى إسرائيل مقابل 28 مليار جنيه فقط.

البراءة والتبرع لمصر
وفي القضية التي عُرفت إعلاميًا بـ"تصدير الغاز إلى إسرائيل" قضت المحكمة ببراءة حسين سالم، بالإضافة إلى براءته في قضية "القصور الرئاسية"، الأمر الذي فتح الباب أمام احتمالية عودته إلى مصر.

وصرح سالم، بعد براءته بأنه تقدم بطلب للتصالح مع الحكومة المصرية، مشيرًا إلى تبرعه بـ 4.6 مليارات جنيه للدولة المصرية.

وأوضح "سالم"، أن ثروته تقدر بـ 7 مليارات جنيه مصري، و146 مليون دولار في الخارج، مؤكدًا أن هذا إجمالي الثروة التي جمعها على مدى 50 سنة، وأنه مستعد للتبرع لصالح مصر.
الجريدة الرسمية