شائعات إعلامية تخريبية!
لديَّ يقين بأن أحد أسباب الاكتتاب الذي أُصيبت به الجماهير في الفترة الأخيرة، هي الإعلام المصري المقروء والمرئي، والذي يمر بحالة مرضية خطيرة تحتاج علاجًا سياسيًا ومؤسسًا ناجحًا.
وهذا الإعلام _بحثًا عن الإثارة_ لا يتورع الكُتَّاب والصحفيون وأصحاب البرامج التليفزيونية الذين "يبرطعون" كالحمير في أسواقه عن اختلاق شائعات سياسية لا تؤدي _للأسف الشديد_ إلا إلى بلبلة الجماهير وزيادة معاناتها في هذه المرحلة الخطيرة من تاريخ الوطن.
الجماهير المصرية الحاشدة التي خرجت لتأييد حركة تمرد في 30 يونيو، والتي دعمتها في 3 يوليو القوات المسلحة المصرية بصورة جسورة بقيادة "السيسي" وضعت كامل ثقتها في "السيسي"؛ ولذلك «شبه» أجمعت على انتخابه رئيسًا للجمهورية.
ولم يتوانَ الرجل منذ انتخابه على التفرغ الكامل لاستعادة الدولة عافيتها بعد أن دمرت كيانها جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية طوال عام كامل، قبل أن يطيح بهم الشعب إلى الأبد؛ ولذلك وصفنا في كتاباتنا المتعددة ما حدث للإخوان الإرهابيين أنه "فشل سياسي وسقوط تاريخي".
فشل سياسي في إدارة الدولة على كل المستويات من أول رئيس الجمهورية المعزول "محمد مرسي" الذي كان يحركه مكتب الإرشاد وليس له من السلطة إلا بريقها المزعوم، إلى آخر المستويات الوظيفية، وسقوط تاريخي بمعنى أن حركات الإسلام السياسي مهما تعددت أنماطها بين "معتدلة" مزعومة أو "متطرفة" أو إرهابية حكم عليها سقوط الإخوان في مصر بالفشل التام في المستقبل مهما طالت أعمار بعض هذه الجماعات التكفيرية والإرهابية.
إذا كان هذا هو الوضع فكيف تنشر صحيفة ما خبرًا مفاده أن هناك مؤامرة لإسقاط الرئيس يقودها بعض رجال الأعمال الذين يريدون السيطرة بأموالهم على البرلمان حتى يختاروا الرئيس الذي يتفق مع مصالحهم؟ ما هذا الهراء الضار والذي من شأنه أن يبلبل الرأي العام؟
مطلوب وقفة حاسمة من قادة النظام السياسي، ومن نقابة الصحفيين؛ لإعمال ميثاق الشرف الإعلامي حتى لا تضيع الحقائق وسط زحام الأكاذيب الفارغة!