الجواز زي البطيخة
-طائفة جامدة لا تسمح للخاطب أن يرى العروس عند الخطبة أصلًا، فتقوم أم العريس وأخوته بزيارة العروس ورؤيتها والحديث معها ومحاولة اكتشاف جوانب من شخصيتها نيابةً عن العريس، فإذا أعجبتهن يقمن بنقل رأيهن للابن، فيعقد عليها ويبدأ في إتمام خطوات الزواج، دون أن يراها أو تراه إلا ليلة الزفاف، وقد تكون الرؤية مفاجِئة صادمة لهما، فيحدث ما لم يكن مقدرا من الشقاق والفراق، وتلصق التهمة في البطيخة !.
-هناك من يرى أن التعارف يتمثل في الرؤية المبدئية فقط، أي مرة واحدة، وهؤلاء يجهلون أن الرؤية فقط لا تجدي، ولا تعتبر تعارف أصلا، صحيح أن الشكل عامل مهم يساعد كل واحد منهما على تحديد مدى تقبله للآخر من عدمه، إلا أنها خطوة تحتاج للبناء عليها لاستكمال تكوين الرأي، من يتبنون مبدأ الرؤية مرة واحدة يهملون جوانب أخرى في منتهى الأهمية وهي الجوانب المتعلقة بالتعارف الإنساني والحوار ودراسة جوانب الشخصية وطبائعها.
-وعلى النقيض من هذا هناك من يسمح للخطيبين بالانفراد وحدهما في جلسات متعددة دون وجود الأهل، فيكونا في خلوة فيها خطورة حيث إن تركهما دون رقيب قد يؤدي إلى مشكلات كبيرة الكل في غنى عنها، والسؤال: كيف تأمن الأسرة على ابنتها مع شاب ما زال غير معروف لهم بالقدر الكافي؟ أمر مرفوض أن تذهب الفتاة مع الخطيب حيث يريد من غير إشراف، فلابد للأسر أن تنتبه حتى لا تفرط في حق الفتاة في الحفاظ عليها من أي ضرر قد تتعرض له، أبسطه تعرضها لألسنة الناس.
-وهناك من يرى أفضلية تعدد مرات اللقاء طالما في حدود الأسرة، والحوار حول العديد من الموضوعات، لمعرفة آراء بعضهم البعض، وهنا تكون الصورة أكثر وضوحا لدى الطرفين، ولكي تتم فائدة هذه اللقاءات يجب أن تدور في معظمها حول مناقشة الأفكار والمعتقدات، ثم وضع أسس يسيران عليها حين يتم الزواج، من حق الخطيبين أن يجلسا مع بعضهما البعض في مكان مرئي للأسرة والأفضل ألا يكون مسموعا طيلة الوقت كى تتاح لهما فرصة الحوار عن تفاصيل حياتهما بحرية.
خلاصة القول إن الخطيبين يجب أن يغتنما فرصة "فترة الخطوبة" ولا يضيعوها، فلا ينبغي أن تنقضي الخطوبة إلا وقد تعارف الخطيبان بشكل كاف لا يترك فرصة لأن يفاجأ أحدهما بصفة أو طبع في الطرف الآخر قد لا يتقبله، وعلى الأسرة نقل خبراتها للأبناء ومساعدتهم في التقييم والاختيار، ولنترك البطيخة في حالها.