رئيس التحرير
عصام كامل

الطلاق الصامت.. نهاية غير رسمية للحياة الزوجية


الطلاق هو أبغض الحلال عند الله؛ لأنه يدمر كيان الأسرة مما يؤثر على نفسية الأبناء وبالتالي يتغير سلوكهم للأسوأ، وللطلاق أنواع.

وتقول الدكتورة إيمان السيد، أخصائي نفسي واستشاري أسري وباحث في العلوم النفسية والسلوكية، إن «الطلاق الصامت» هو النهاية غير الرسمية للعلاقة الزوجية، وهو من أخطر أنواع الطلاق المنتشرة بداخل الأسر، وهي حالة يظل فيها الزواج ساريًا ولكن كل زوج بمعزل عن الآخر، وهي كارثة في تزايد ولابد من الوقوف لحلها؛ لأن لها العديد من الأضرار والسلبيات على الأسرة بأسرها.


وأضافت "السيد"، ومن الأسباب التي تصل بالزوجين إلى الطلاق الصامت، فهي تبدأ أولًا في كثير من الأحيان بأتفه المشاكل وأقلها ومع ضغوط الحياه ومشكلاتها والتعنت والعناد لدى الزوجين أو عدم تقدير أحد الزوجين للآخر، وعدم رغبة الآخر في تقديم أي تنازلات، وتزايد الإهمال من الطرفين مما يؤدي إلى التجاهل للآخر واللامبالاة بعلاقتهم حتى تصل إلى الانفصال المكاني ويستقل كل منهم بمكان خاص به داخل المنزل ثم تصل إلى حد الطلاق الصامت حيث انفصال نفسي ومكاني.

وتابعت، ويرضى كلٌّ منهما بهذا الاختيار الذي يرى كلٌّ منهما أن به راحة؛ خشية من المشاكل والخلافات المستمرة، ولكنه خيار بائس وله آثاره المدمرة على المجتمع، ومن هنا يأتي الإهمال بالاهتمام بالأولاد ويلقي كل طرف التربية على الآخر وهنا يسقط الأبناء في المنتصف وتصبح الأسرة منهارة بشكل مخيف فتظهر السلوكيات غير السوية واضطرابات الشخصية في تصرفات الأبناء وعلاقتهم بالمجتمع.

وقالت "السيد"، فالطلاق الصامت أسوأ من الطلاق الفعلي؛ لأن كلاً منهما يحاول الحفاظ على المظهر الخارجي لهما أمام المجتمع ويستمران في الاستنزاف النفسي المؤلم للطرفين والأبناء مما يتزايد على كلٍّ منهما العديد من الضغوط والمشاعر السلبية التي تؤدي للإصابة بالاضطراب النفسي؛ لذا يجب أن يعلم كلٌّ من الزوجين أن البيت والأسرة تأسيسها وتكوينها قبل الجدران والماديات، حيث يجب توفير مدعمات هذا الكيان الذي هو عبارة عن الجسد والروح فيجب على الطرفين حل الأمور العالقة بينهما أولاً بأول.
الجريدة الرسمية