رئيس التحرير
عصام كامل

محاولة أمريكية لإجهاض القوة العربية المشتركة


الشائع في معظم التحليلات التي تناولت نتائج قمة كامب ديفيد الأمريكية الخليجية، هو أن أمريكا خرجت فائزة منها على عكس الدول الخليجية التي لا تكفيها التنظيمات الأمريكية؛ حيث ضمن الأمريكان عروضا عربية خليجية جديدة على السلاح الأمريكي، يضمن استمرار ازدهار السلاح الأمريكي، وضخ دماء جديدة في عروق الاقتصاد الأمريكي.


وبالطبع هذه نتيجة كانت مفهومة مسبقا ليس لقمة كامب ديفيد، وإنما للنهج السياسي الذي اعتمدته الإدارة الأمريكية الحالية تجاه إيران، وذلك بالتوصل إلى اتفاق معها حول ملفها النووي، يتيح لها في نهاية المطاف استمرار المشروع النووي الإيراني سلميا، مع إيقاف العقوبات الاقتصادية عن إيران، ما يمنحها قدرات أكبر لتنفيذ عملية التمدد الإقليمي التي تقوم بها في المنطقة داخل دول عربية.

غير أن هناك تكتيكا آخر كانت تبغيه واشنطن من قمة كامب ديفيد، بالإضافة إلى تهدئة مخاوف الدول الخليجية من التهديدات الإيرانية للأمن القومي العربي بصفة عامة والأمن الخليجي بصفة خاصة.. وهذا الهدف التكتيكي الأمريكي يتمثل في محاولة إجهاض فكرة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي نجح في تحويلها إلى قرار القمة العربية بتأسيس قوة عربية مشتركة تكون جاهزة لمواجهة أي تهديدات تلحق بالأمن القومي العربي في أي دولة عربية.. وتعتمد هذه المحاولة الأمريكية على تقديم تعهدات للدول الخليجية العربية بتحريك قوات أمريكية للدفاع عنها إذا ما تعرضت لأي أخطار، وذلك اعتمادا على أن هناك بالفعل بضعة مئات من آلاف الجنود الأمريكية موجودون في بعض هذه الدول حاليا بقواعد أمريكية.

وهكذا رغم أن قمة كامب ديفيد غائب عنها مصر، إلا أنها كانت الحاضر الغائب من خلال استهدافها أمريكيا.. ألم نقل أن إستراتيجية أوباما تجاه مصر لم تتغير؟!
الجريدة الرسمية