رئيس التحرير
عصام كامل

«الجارديان» تنشر شهادات مروعة للمهاجرين غير الشرعيين.. يفضلون الموت لتحقيق حلم الهجرة.. حروب بلادهم أفقدتهم أسرهم وأهاليهم.. سفن الإنقاذ الأمل الوحيد للنجاة.. وإيطاليا توفر لهم الأمن المفقود


يقرر الهجرة بطريقة غير شرعية ليحقق أحلامه التي رسمها في مخيلته، لكنه لا يعرف ماذا يخبئ القدر له، تزايد عدد المهاجرين غير الشرعيين إلى أوربا ما تسبب في إرباك الأجهزة الأمنية، ويخاطر جميع المهاجرين بحياتهم في مياه البحر ما يؤدي إلى تزايد عدد الضحايا منهم.


نشرت صحيفة الجارديان البريطانية، تقريرا لبعض المهاجرين يبرز الجانب الإنساني ومعاناة المهاجرين في بلدانهم وتفضيلهم للموت عن البقاء في بلادهم.

السفر إلى ليبيا
وأشارت الصحيفة، إلى أن إيمانويل البالغ من العمر 24 عاما من ساحل العاج، لا يستطيع العيش في بلاده، لذا ترك الدراسة منذ كان عمره 9 سنوات، لكي يعمل ويوفر المال وسافر إلى ليبيا وعمل منجد ليوفر الإيجار ويشتري الطعام ولكن في نهاية اليوم يجد من يوقفه في الشارع ويأخذ أمواله.

مكان خطير
وقال إيمانويل، إن ليبيا تحولت لمكان خطير منذ عامين، فالليبيون لا يحبون أي شخص يكون غير ليبي، موضحا أنه سافر مع 500 مهاجر وكان القارب مليء بالمهارجين ووقف المحرك وشعر بأنها النهاية ولكن بعد يومين من بقائهم في البحر، تم إنقاذهم وإعطاءهم المياه والطعام ووجدوا الأمن والاحترام على الرغم من تعرضهم للخطر في الماء.

وكان من بين المهاجرين أيضا إبراهيم، 29 عاما وسيديبي يبلغ من العمر 10 سنوات من مالي، قال إبراهيم: "ولدت في الكونغو وانتقلنا انا وولدتي وأخي من أمي إلى مالي، ورأيت على شاشات التليفزيون الناس التي ذهبت لإيطاليا وقررت الذهاب إلى ليبيا ولكن والدتي توفت وأخذت أخي معي إلى ليبيا ولكن الوضع كان فظيعا".

البقاء في المياه
وأضاف إبراهيم: "لم افعل شيء ولكن المسلحين أخذوني للسجن وطلبوا مني 500 ألف فرنك نحو 555 جنيه استرليني، لكي يطلقوا سراحي، وخرجت ووضعت المال الذي تبقى معي لنهاجر وكان القارب مليء بالناس تساقط بعضهم في البحر أثناء سيره في المياه وبقينا على هذا الحال 3 أيام حتى جاءت قوارب الأنقاذ وأعطونا الطعام والمياه".

وقال سيديبي: "الرحلة كانت طويلة جدا، سافرنا بالحافلة من الجزائر إلى ليبيا ثم اضطررنا للمشي لمدة 3 ساعات وعبرنا الحدود، وكنت متعبا جدا وعندما وصلنا على الحدود الليبية أعطونا الخبز والجبن، ثم وضعونا في شاحنة، وعندما وصلنا للبيت جاء بعض أفراد الشرطة في منتصف الليل وأخذوا أخي وبقيت لوحدي لمدة 4 أيام".

حروب بلادهم
بينما قالت المهاجرة وعد البالغة من العمر 26 عاما من نيجيريا: "ليبيا بلد مسلمة ولا يحبون المسيحيين مثلي، وبلدي تعاني من الحروب وفقدت أبي وأمي واخوتي في الحرب، لذلك ذهبت إلى ليبيا وعند وصولنا وجدنا أن هناك حرب أيضا ووضعنا في منزل مع مجموعة آخرين وقررنا الذهاب إلى إيطاليا، وكانت الرحلة طويلة واعتقدت أني سأموت وحفظنا الله وارسلت سفينة لأنقاذنا وكنا نلوح لها ونبكي ونصرخ حتى جاءت وأنقذتنا".

واستعرضت الصحيفة المزيد من قصص المهاجرين التي تروي مدي الحياة البائسة في بلدانهم وتعرضهم للحروب والاضطهاد ما جعلهم يبحثون عن حياة افضل في مكانا ىخر حتى لو كان سيؤدي لموتهم في البحر ومن بينهم ماريان من الصومال، وإيمان من ينجيريا، وعمر من نامبيا، وكوامي من غانا، وفاليري من ساحل العاج، وفرح من نيجيريا، وكريم من مالي.
الجريدة الرسمية