وزير الشباب.. «إحنا معندناش حلاوة»!
«مرة واحد راح للبقال وطلب منه حلاوة، البقال قال له مفيش، وهو كان عنده جوَّه».. هذه إحدى «النكات البايخة»، التي يتداولها المصريون.. ويبدو أن وزير الشباب، المهندس خالد عبد العزيز، يسير على نهجها، عندما نفى وجود بطالة في مصر، قائلاً: «لا بطالة بين الشباب»
الوزير _الذي مازال يعمل في حكومة «محلب»_ لم يكتفِ بما قاله آنفًا، بل «نسف» الإحصاءات الرسمية بقوله: «الإحصاءات التي تقول إن البطالة وصلت 13% غير حقيقية»
آخر البيانات الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، تشير إلى أن عدد العاطلين بلغ «3.7 مليونًا»، مقابل «3.5 مليونًا» في الربع الأخير من 2012، بزيادة 4.1%، وأن «63%» من المتعطلين شباب من (15– 29 سنة)، و«43.3%» من المتعطلين عن العمل حاصلين على مؤهلات متوسطة وفوق المتوسطة، و«24.3%» مؤهلات جامعية وما فوقها.
إذن تصريحات وزير الشباب لا تُكذِّب الواقع فقط، ولا تُكذِّب البيانات والإحصاءات الرسمية الصادرة عن الجهاز المركزي للمحاسبات، بل تُكذِّب تصريحات الرئيس السيسي الذي قال في كلمته الافتتاحية لمؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي: «إن مصر تعمل على زيادة معدل النمو الاقتصادي إلى 6% على الأقل خلال السنوات الخمس المقبلة، وخفض معدل البطالة إلى 10%».
معنى ذلك أن معدل البطالة أعلى من «10%»، كما أكد الرئيس، وكما يؤكد الواقع الذي يراه كل ذي عينين.. لكن الوزير_سامحه الله_ طاوعه قلبه، وأعلنها على الملأ: «معندناش بطالة، والشغل موجود بس الناس مش عايزة تشتغل».. فمن أين يستقي الوزير معلوماته؟ وهل يتعامل مع مصادر غير التي تتعامل معها الحكومة؟ وهل يعتبر نفسه وزيرًا في الحكومة المصرية، أم وزيرًا في دولة أخرى لا علاقة لها بكوكب الأرض؟
إن تلك التصريحات تدل على ضعف القدرات الشخصية لدى وزير الشباب والرياضة، وليس هو فقط، بل بعض الوزراء والمحافظين، بدليل تصريحات وزير العدل «المستقيل»، صاحب تصريح «ابن الزبال لا يصلح للعمل بالقضاء»، ووزير التعليم العالي صاحب تصريح «النتانة وقلة الأدب»، وزير الثقافة، صاحب أزمة «الموظفة التخينة»، ومحافظ الإسماعيلية، صاحب «الإشارة الخادشة للحياء».
فهذه الظاهرة تؤكد أن عددًا من الوزراء والمحافظين لا يتمتعون بـ«وعي سياسي»، ولا يجيدون فن «مخاطبة الرأي العام»، بل باتوا جزءً من الأزمة، مكتفين بالتهكم على المواطنين، والإساءة إليهم.
إن الحكومة والرأي العام ووسائل الإعلام انتفضت ضد وزير العدل المستشار محفوظ صابر، حتى تقدم باستقالته.. لكن وزير الشباب باقٍ في منصبه حتى الآن، رغم أن تصريحه السابق لم يكن التصريح الأول الذي يثير الجدل.. فكلنا نتذكر تصريحه الذي قال فيه إن هناك وظائف بمرتب «5 آلاف جنيه»، ولا تجد مَنْ يشغلها..!!
باختصار.. نحن قادرون على حل «أزمة البطالة».. لكن ماذا نفعل في «أزمة الوزراء والمحافظين»؟!