أمريكا تبيع «التروماي» للخليج في كامب ديفيد!
إن كان الشرخ في جدار العلاقات الخليجية الأمريكية كان خلاصة مقدمات قمة الخليج ـ أمريكا التي انتهت أمس في منتجع كامب ديفيد القريب من العاصمه واشنطن إلا أن خلاصة النتيجة النهائية هو أن ما جرى هناك لم يكن كما فهمنا لمواجهة إيران بل العكس تماما.. فالخلاصة من ختام القمة أنها كانت لدعم إيران أكثر وأكثر.. والأدلة هي:
انتهى البيان الختامي أمس إلى عدة نقاط منها أن "واشنطن ستتدخل عسكريا لمواجهة أي اعتداء على دول الخليج كما أنها ستسرع في نقلها مشددا على التزام الطرفين الخليجي والأمريكي بالعلاقة الإستراتيجية بينهما".
ومنها: "أنه سيكون هناك تعاون خليجي أمريكي لمواجهة خطر داعش " ومنها: " أن حل الأزمة اليمنية سيقوم استنادا للمبادرة الخليجية مشيرا إلى أن أمريكا ودول الخليج تعلن ضرورة التحول سريعا من العمليات العسكرية إلى عملية سياسية في اليمن " .
ومنها وفي مجال محاربة الإرهاب: " هناك اتفاق على تعزيز آليات مكافحة الإرهاب" ومنها عن الملف النووي الإيراني " أن أي اتفاق شفاف وملزم حول نووي إيران يجب أن يعزز أمن المنطقة " ولم يتبق إلا النص الكوميدي عن ضرورة حل الأزمة في سوريا مع اعتبار أن الرئيس الأسد لا دور له في مستقبل سوريا " !
وهنا نتوقف لنناقش ونفهم ونقول: ما الجديد الذي قاله أوباما لدول الخليج من أنه سيقف معهم ضد أي عدوان ؟ وما الجديد في قوله إن الاتفاق النووي مع إيران لن يكون على حساب أمن الخليج ؟ وهل فهم أحد شيئا من نص البيان على اتفاق أمريكا والخليج على محاربة الإرهاب ؟ وهل كان هناك اتفاق قبل الآن على دعم الخليج وأمريكا للإرهاب مثلا ؟ وماذا تعني عبارة اتفاق الخليج وأمريكا على مواجهة داعش ؟ طيب ما إحنا عارفين!
لكن وفي قمة مثل تلك كان ينبغي التوصل إلى صيغ واضحة ومحددة بما فيها آليات تطبيقها وتنفيذها وخصوصا أنها تأتي في ظل ظهور "أبو بكر البغدادي" وإلى شن هجوم كبير على السعودية وحدها بشدة !
والأهم هو الاتفاق على حل أزمة اليمن وفق المبادرة الخليجية ! أي ليس وفقا لقرار الأمم المتحدة! والنص على الذهاب فورا إلى الحل السلمي ! والحل السلمي، طبعا، غير الاستسلام وهو خلاف انتهاء الأزمة لانتهاء الخطر أو انتهائها لتحقيق أهداف الضربات كما أنه لا حل سلمي، طبعا، إلا بين طرفين بينهما صراع فمن الطرف الثاني من الاتفاق إلا الحوثيون ؟!
بالطبع غاب عن القمة كما نلاحظ أي حديث عن القضية الفلسطينية ولا عن حل الدولتين ولا عن وقف بناء المستعمرات ولا عن أي تهديد بعقاب أي دولة تنقل عاصمتها للقدس الشريف..وإنما انتهى إلى مزيد من شراء السلاح الأمريكي !! وهنا نتوقف لنقول إنه بينما تهدد إيران على الدوام، حتى لو للاستهلاك الإعلامي، بضرب إسرائيل إلا أننا نحن العرب نشتري السلاح لتهديد إيران !! وهنا..لو كنت عزيزي القارئ مكان حكام إسرائيل فماذا ستطلب من أمريكا..أن تتفاهم مع إيران أم تتفاهم مع العرب ؟ من الذي يستحق أن تجلس معه واشنطن وتتحاور معه وتحترم قوته ؟
للأسف ذهب العرب إلى واشنطن لبحث خطر إيران.. فقدموا كل الدعم لها وباعت لهم أمريكا التروماي لنكون أمام احتمالين الأول: وهو أن ما تم الاتفاق عليه هو كله كلام في الهواء يعكس مزيدا من التباعد وعدم الثقة بين أشقاء الخليج وأمريكا وهو ما بدأ قبل القمة بتخلف قادة السعودية والإمارات والبحرين عنها أو أنها قبلت بشراء التروماي بالفعل !!
السؤال الأهم: في الحالتين..كيف ترى مصر الأمر كله ؟ وماذا يعني لها ما جرى ؟ وما فائدته للدور المصري في الخليج والمنطقه كلها ؟؟!!
يحتاج الأمر إلى مقال آخر..!