رئيس التحرير
عصام كامل

حكم الإسلام في القَسَم بالطلاق أو لفظ «طالئ»


كلمة الطلاق من أصعب الكلمات التي لا تحب أن تسمعها الزوجة وكذلك سائر أفراد الأسرة؛ فهي أبغض الحلال عند الله ولذلك دائمًا ما ترفض الأسرة سماع هذا اللفظ خاصة أنه يدمر الأسرة ويشتت الأطفال ويؤدي إلى خراب البيوت.

والسؤال هنا: ماذا لو قال الزوج لزوجته أنتِ طالق؟ أيعتبر هذا طلاقًا صحيحًا شرعًا وقانونًا أم لابد أن يقول لها "أنتِ طالق" مع قلقلة القاف باعتبارها من حروف القلقلة في علم التجويد والقراءات؟

يقول الشيخ سيد زايد، عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، إنه حرصًا على اللغه الفصحى لغة القرآن "بلسان عربي مبين"، يلزم وجوب نطق الكلمة "طلاق" نطقًا صحيحًا، وإلا لا يعتبر طلاقًا صحيحًا، كما أن هناك فريق قال بالنية، حيث أن نية المرء خير من عمله لقوله _صلى الله عليه وسلم_ "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى"، فمادام قد نوى الطلاق فقد وقع حتى وإن كان مازحًا لقوله _صلى الله عليه وسلم_ "ثلات جدهن جد، وهزلهن جد، منها الطلاق" وإلا فهذا الأخرس الذي لا يقول «طالئ» أو «طالق» كيف يقع طلاقه؟ وعند الفقهاء لو قال لزوجته "اغربي عني" أو "أدركي أهلك" أو"الحقي بأهلك" ونوى الطلاق فقد وقع طلاقه.

وأوضح "زايد"، أن الرأي الأرجح هو رأي من قال بالنية لا بالنطق فإن قال لها "طالئ" بالهمزة لا بالقاف؛ كي لا تفتح بابًا للمستهزئين بالطلاق، فكل من قال لزوجته أنتِ طالئ لا يُحسب طلاقه هذا، فيشيع الطلاق وينتشر الخراب ويتشرد الأطفال ويهتز عرش الرحمن؛ لقوله صلى الله عليه وسلم "الطلاق يهتز له عرش الرحمن"، بلى ومن قال بوجوب التلفظ بالطلاق أمام المأذون بحضور شاهدي عدل له علتهُ للحد من فوضى الطلاق المنتشر انتشار السرطان، عله لو انتظر وتمهل حتى الصباح بدلاً من تطليقها ليلاً عله يغير رأيه فسبحان مُقلب القلوب وعلى المأذون أن ينصح ويرشد بعدم إتمام الطلاق ما أمكن.

وأضاف "زايد"، أنه على شاهدي العدل أن يمتنعوا عن الشهادة على هذا الطلاق وذاك الدمار اللهم إلا إن كان لابد من وقوع الطلاق، فإن تم الطلاق فهو تسريح بإحسان حيث قال تعالى "فإمساك بمعروف أوتسريح بإحسان"، هكذا سراحًا جميلاً وطلاقًا جميلاً.
الجريدة الرسمية