رئيس التحرير
عصام كامل

احذري.. الكسل والخمول يصيبان بالاكتئاب


يقلق كثير من الآباء والأمهات من فرط الحركة التي يعاني منها الأبناء، لا سيما في سنواتهم الأولى، بينما ينتاب البعض القلق من كسل الأطفال وحتى المراهقين، فتساورهم الكثير من الشكوك حول معاناة الطفل من أمراض قد تكون وراء قلة نشاطه وحركته.


وفي أغلب الأحيان يرجع الأهالي هذا الكسل إلى أسباب صحية، كاحتمال إصابة الطفل بسوء التغذية، ذلك أن قلة التغذية تسبب الخمول في الخلايا العاملة في الجسم، بسبب نقص العناصر الغذائية المفيدة والتي تساعد على نمو الطفل عقليا وجسديا.

من جهة أخرى، يرجع آخرون هذا الخمول لكثرة وسائل الرفاهية التي لا تتطلب جهدا أو حركة، مثل التليفزيون والألعاب الرقمية المتطورة.

ويقول أستاذ علم الاجتماع، سعيد صادق، إن هناك أسبابا عديدة لكسل وخمول الأطفال والمراهقين، أولها وسائل التكنولوجيا المتقدمة التي تدفعهم للبقاء ساعات دون تحريك ساكن، كذلك ألعاب الفيديو التي باتت عشقهم الأول.

ومن الممكن أن يتطور الأمر أكثر ويعتبر انطواء الطفل وكسله مؤشرا على الاكتئاب أو الأزمات النفسية.

وهنا لابد من تدخل الأسرة والأب والأم لخلق مساحة حوار معه لمعرفة أسباب انطوائه، حيث أنه من الممكن أن يكون معرضا لعنف أو اضطهاد ما في المدرسة أو من قبل أقرانه، فضلا عن إمكانية وجود ضغوط عليه في المدرسة تسبب له حالة الانطواء والكسل.

وأشار صادق إلى أن الحلول تأتي عن طريق الأم والأب، بداية من توفير مناخ نشأة جيد للطفل، عن طريق قضاء وقت أطول معه وفتح حلقات نقاشية معه، والاستماع من خلال تخصيص وقت يوميا له لمشكلاته ومواقفه، رغم صغرها أو تفاهتها بالنسبة إليهم.

واستطرد: لا ينبغي ترك الطفل لفترة طويلة أمام التلفاز، لأنه يزيد من نسبة الخمول والاكتئاب مع الوقت، كما أنه يجمد عقله بمرور الأيام، فضلا عن ضرورة تنظيم نزهات خلال عطلات الأسبوع وذلك لتعويده على الحركة وعدم الخمول وتخليه عن جلسة البيت أو الجلوس أمام الحاسوب. ويوصي بمنعه من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أو الهواتف النقالة إلا خلال فترة محدودة ومضبوطة في اليوم، وذلك لتوفير وقت أطول للخروج والتنزه والتفكير.

وينصح صادق بضرورة تشجيع الطفل على القراءة وممارسة رياضة أو هواية، لتجديد نشاطه وإشراكه في نشاطات ومسابقات لتدعيم روح المنافسة لديه، وكسر مناخ الخمول الممتد لساعات طويلة.
الجريدة الرسمية