رئيس التحرير
عصام كامل

مديرة «أريج» تقدم شهادتها أمام محكمة لاهاي في قناة «الجديد»


قدّمت مديرة أريج التنفيذية "رنا الصباغ"، شهادة خبرة أمام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في لاهاي، بناء على طلب محامي الدفاع في قضية قناة "الجديد" اللبنانية المتهمة بـ "تحقير المحكمة (الأممية) وعرقلة سير العدالة".


وعلى مدى خمس ساعات، استعرضت مديرة (إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية)، تقنيات بناء تحقيقات استقصائية ممنهجة والحدود المسموح بها لدى استخدام كاميرا مخفية في سبيل نبش إساءات وتجاوزات لا يمكن توثيقها إلا من خلال التخفي، وخاصة إذا كانت القضية مثار التقصي تتطلب توثيقا بهدف خدمة المصلحة العامة.

واستعرضت رنا الصباغ محطات تعاون الشبكة مع قناة الجديد، بما في ذلك مذكرة تفاهم ثنائية عام 2012؛ لمساعدة القناة على إقامة وحدة تحقيقات استقصائية وتدريب صحفيي الوحدة.

وساهم دعم أريج في تشجيع القناة على إعداد برنامج استقصائي منتظّم بعنوان "تحت طائلة المسئولية" - حسبما أوضحت، مضيفة أن المتهمة في هذه القضية، نائب رئيس مجلس إدارة قناة الجديد، كرمى خياط، شاركت في إطار مذكرة التفاهم في دورة تدريبية مكثفة مدتها خمسة أيام بإشراف خبراء تلفزة واستقصاء أوربيين، تعاقدت معهم أريج.

وفي إطار حديثها عن تحذير صحافة الاستقصاء في الدول العربية – منذ انطلاق أريج أواخر 2005 – أوضحت رنا الصباغ أن الشبكة التي تنشط في تسع دول عربية، ساهمت في ترسيخ "ثقافة الامتياز الصحفي والمساءلة" في ظروف سياسية واقتصادية واجتماعية ومهنية صعبة وبيئة طاردة للعمل الصحفي المستقل.

وأكدت التزام أريج بمنهجية "صارمة في التعامل مع التحقيقات الاستقصائية، من خلال التوثيق والتحقّق من جميع المعلومات الواردة في التحقيق، وقبل ذلك لا يحق للشبكة نشر أو بث أي تفصيل لا يتم التحقق من مصدره وصدقيته"، ومراجعته من قبل محامٍ متخصص في قضايا الإعلام.

وعن بدايات التعاون مع قناة الجديد، قالت رنا الصباغ إنها أجرت أول اتصال بكرمى خياط عام 2010، بعد أن كانت تتابع "ما يبثونه من عمل جريء حول كشف قضايا فساد".

وأوضحت أن مدير عام (الجديد) ديميتري خضر، حضر منتدى أريج الرابع عام 2011، إلى جانب إبراهيم دسوقي، الذي حصد الجائزة الثالثة في ذلك المنتدى، وقالت: "إن قناة الجديد تعرض التحقيقات الاستقصائية على محامٍ لإجازتها قبل بثّها، امتثالا لشروط أريج في مذكرة التفاهم المشتركة".

ومن أبرز التحقيقات المؤثرة، استذكرت رنا صباغ تحقيق الزميل رياض قبيسي حول الفساد الجمركي في لبنان، الذي ربح المركز الأول عام 2013، وتلاه في المرتبة تحقيق عن التمييز العنصري على الشواطئ اللبنانية.

وتمحورت أسئلة محامي الدفاع والمدعي العام حول دور صحفيي الاستقصاء والأدوات والوسائل المسموح لهم اللجوء إليها من أجل الوصول إلى الحقائق كما هي وليس كما يرويها المسئولون.
الجريدة الرسمية