رئيس التحرير
عصام كامل

شون التموين.. "أوبن بوفيه" للقوارض والحيوانات الضالة.. بيزنيس للتلاعب وخلط الرغيف بالتراب.. الصوامع فارغة والسعة التخزينية لا تتجاوز 20%.. ابتعادها عن أماكن التوريد سبب عزوف المزارعين


ما زال قمح رغيف الغلابة كأحد مفردات الدعم في قلب مستنقع المؤامرات على تشويه جودته عمدا في إطار تحقيق مكاسب على حساب الدعم ليكشف الخبراء بالتموين أن توريد القمح المحلى ما زال لغزا تسطره مواسم حصاده كل عام ليتم توريده على الأرض في الشون الترابية، وهو الأعلى جودة في حين تظل الصوامع فارغة لأسباب تتعلق بسوء تخطيط من إنشاء الصوامع وبعدها عن حقول المزارعين المنتجة للقمح فيعزفون عنها هروبا من التكلفة في النقل.


عرضة للتلاعب
إلى جانب مكاسب يحققها البعض من خلال التلاعب في القمح بالشون لخلطه بالتراب والطين بعكس الصوامع المغلقة التي يصبح التلاعب بها غير قائم خاصة أن تخزين طن القمح سواء بالشونة أو الصومعة 75 جنيها.

سموم الافلاتوكسن
إضافة إلى مخاطر أخرى في اهدار القمح وسموم الافلاتوكسن التي تصيب المصريين بمرض السرطان لعدم الحفاظ على القمح في العراء من الاصابات الفطرية والحشرية ومخلفات اللقطط والكلاب والحيوانات الضالة وما تأكله العصافير لدرجة أن الهدر يصل إلى 20% سنويا تمثل خمس ما يتم تخزينه بالشون الترابية من القمح.

25 صومعة
الحقيقة تعترف بها وزارة التموين والتجارة الداخلية أن المشروع القومى للصوامع حتى الآن لم يتجاوز إنشاء 25 صومعة تصل سعتها التخزينية للقمح إلى 750 ألف طن في حين هناك مراحل أخرى لإنشاء 49 صومعة منها 14 تقوم بتنفيذها شركة المقاولون العرب بسعة تخزينية 620 ألف طن و25 صومعة بمنحة إماراتية سعتها مليون و250 ألف طن و10 صوامع بمنحة إيطالية كما أن الوزارة لم تننه من تطرير 105 شون ترابية لتأهيلها لموسم توريد القمح المحلى وفقا لما أعلنه الدكتور خالد حنفى وزير التموين والتجارة الداخلية.

بيزنس الإنشاء
مصادر بوزارة التموين كشفت لـ "فيتو": "أن المشروع القومى للصوامع كان محصورا على الشركة القابضة التابعة للوزارة ولم تكن تسمح بدخول القطاع الخاص في عملية انشاء الصوامع للحفاظ على بيزنس الانشاء والمبالغة في التكلفة إلى أن جاء الدكتور محمد أبو شادى وزير التموين السابق وسمح للقطاع الخاص بالدخول في انشاء الصوامع التي تستغرق الواحدة 6 أشهر قى الانشاء في حين كانت الشركة القابضة تنتهى من إقامة الصومعة خلال عام ونصف العام. 

أشارت المصادر إلى أن تخزين القمح في الشون الترابية المحفوفة بالمخاطر الجاذبة للمكاسب تدخل في إطار التلاعب لأن القمح بها يتم تدويره سواء من إضافة المستورد إلى المحلى لحلصول على فارق السعر أو زيادة كميات القمح بخلطه بتراب الشون والطين واعتباره قمحا يتم تسديد مستحقاته بعكس الصوامع المغلفة التي يعد التلاعب بها من الصعب لأنها تعتمد على نظم حديثة للتخزين في التبخير والتهوية والتعبئة والغربلة ومقاومة الحشرات والتلاعب البشرى المتاح في الشون الترابية المكشوفة لدرجة أن الفاقد في القمح بالشون الترابية يصل إلى 20% من قيمة استهلاك القمح الذي وصل خلال عام إلى 8 ملاييين و3 آلاف طن.

وكشفت المصادر أن هناك ما يقرب من 386 شونة ترابية لم يتم تطوير سوى 25 % منها والباقى مازالت ترابية تنعكس على جودة القمح وتلوثه بم يؤثر على جودة الرغيف المدعم للمواطنين وما تيخلله من مخاطر صحية.

مخلفات القطط والكلاب
ولا يخفى حسن صادق الخبير السابق بالهيئة العامة للسلع التموينية أن هناك تلاعبا في مسلسل تخزين القمح بالشون لتدويره بإحلال المستورد على أنه محلى للحصول على 1000 جنيه فارق سعر بالطن لدرجة دفعت رئيس الشركة القابضة للصوامع إلى أن كل من يقوم بتوريد طن قمح إلى الصوامع سيتم إضافة 20 جنيها زيادة على سعر الأردب الذي حددته التموين بـ420 جنيها، منوها إلى أنه من العار أن يتم تخزين القمح بالشون الترابية على الأرض ويصبح مكانا خصبا لمخلفات القطط والكلاب والقوارض والعصافير وهناك صوامع فارغة لا يتم التوريد إليها لأسباب متعددة منها الخريطة الخاطئة لنشر الصوامع وبعدها عن أماكن توريد القمح بجانب زيادة التكلفة عند الذهاب إليها من المزارعين تتراوح بين 60 إلى 100 جنيه في حالة تقل القمح في سيارة واحدة كما أن القمح بالشون يتم خلطه بكميات كبيرة من التراب لتعويض ما تم إضافته على الورق من كميات لم يتم استلامها من قبل الجهات القائمة على موسم التوريد في إطار المكاسب المزيفة على حساب دعم القمح الذي اعتمدت له وزارة المالية هذا العام 10 مليارات جنيه.

ويوكد العربى أبو طالب رئيس الاتحاد العام لمفتشى التموين والتجارة الداخلية أن الشون الترابية التي يتم تخزين القمح تقع داخل كتلة زراعية أو أرض خلاء محاطة بسور سلكي ضعيف غير ممهدة ولايوجد بها اسقف واضيتها ترابية أو طينية.معرضة القمح للعوامل الجوية المتقلبة الحرارة صيفا والأمطار شتاء والندى فجرا ويسهل اختراقها من القوارض والزواحف الحيوانات والطيور مما يجعلها بيئة جيدة لتواجد الحشرات والفطريات بم يؤثر سلبا على القمح ويعرضه لتلف أو العدوي أو الإصابة والاختلاط بتربة الشونه مع الاقماح سواء كانت ترابية أو طينية بسسبب البيئة والعوامل الجوية.

أضاف رئيس الاتحاد أن أكثر الشون الترابية تابعة لبنك التنمية والائتمان الزراعي أو الشركتين القابضة والمصرية العامة للصوامع، أو شركة ومطاحن شرق الدلتا لافتا إلى أن التخزين في هذه الشون الترابية للقمح يخالف الأعراف العالمية التي تقوم على التخزين في صوامع للمحافظة على القمح من التلف والهدر مؤكدا عدم صلاحية تلك الأقماح المخزنة بالشون للاستهلاك الآدمي لإصابتها بالفطريات التي تخلف وراءها سمومًا تصيب الإنسان مثل الافلاتوكسين".

ويدلل أبو طالب أنه وثبت علميا أن سموم الافلاتوكسين تنتقل إلى الإنسان عن طريق الحبوب المخزنة وعلى رأسها القمح وتصيبه بأمراض منها تليف وسرطان الكبد وسرطان الرئة عند استنشاق الفطريات المتطايرة في الأماكن القريبة من مخازن القمح المكشوفة في العراء مشيرًا إلى أن الافلاتوكسين تتحمل درجة الحرارة المرتفعة ولا تزول بالطهي ويكفي منها 2 مليجرام لتدمير كبد الإنسان.

وأن منظمة الصحة العالمية أشارت إلى أن السبب الرئيسي وراء زيادة انتشار سرطان الكبد في مصر هي الفيروسات الكبدية وفطر الأفلاتوكسن الذي ينمو على القمح والحبوب التي يتم تخزينها بطريقة سيئة في أماكن بها رطوبة عالية تزيد من فرص تكاثر الفطر.
الجريدة الرسمية