رئيس التحرير
عصام كامل

سر اهتمام السيسي بالوفد!


دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الفرقاء المتنازعين في حزب الوفد لحثهم على تجاوز خلافاتهم وإيجاد حل لأزمة الحزب، أمر يستحق التحية عليه، ولكن الأهم أنه يحمل لكل اللاعبين على الساحة السياسية رسالة خاصة جدا في توقيت مهم.

لقد أراد الرئيس السيسي أن يقول لهم إنه على عكس ما روج بعضهم، أنه ضد الأحزاب والعمل الحزبي أو على الأقل غير مكترث بالحياة الحزبية، وغير راغب في توسيع المجال السياسي.

رئيس الجمهورية يبدي حرصه على بناء واستمرار وبقاء أحد الأحزاب - لن نقول المهمة في أحزابنا المصرية وإنما سنقول فقط أحد الأحزاب القادرة على المنافسة في الانتخابات البرلمانية المقبلة - استمراره قويا وبقائه قادرًا على المنافسة الانتخابية.

إذن الرئاسة بصفة خاصة والدولة بصفة عامة، لا تفهم سياسة أو حتى مجرد ترحب بتفجير الأحزاب من الداخل مثلما كان يحدث قبل ٢٠١١، وإنما هي على العكس حريصة على بقاء هذه الأحزاب فاعلة ومؤثرة وموحدة وغير مقسمة.

وأهمية رسالة الرئيس التي رحب بها قادة حزب الوفد وسياسيون آخرون، التي نتمنى أن يستجيبوا لدعوته لهم، أنها جاءت في وقت تذاع فيه أيضا تسريبات تليفونية تخص رئيس حزب الوفد سيد البدوي، سيكون بالتأكيد تأثيرها سلبيا عليه شخصيا سواء سياسيا أو في مجال أعمال الرئاسة، ما تنأى بنفسها عن كل ذلك، خاصة أن الرئيس السيسي قبلها بليل واحد، أكد بوضوح وجلاء أن الإعلام لا توجيه حكومي له ولا رقابة عليه من أحد.

لقد كانت خطوة الرئيس السيسي موفقة.. ونرجو أن يوفق الفرقاء المتنازعون في حزب الوفد لحسم وتجاوز خلافاتهم.. وليتذكر كل الفرقاء على الساحة السياسية، أن فرض وضرب أحد الأحزاب المدنية يصب في مصلحة حزب النور الديني.
الجريدة الرسمية