رئيس التحرير
عصام كامل

«المالية» تكتب شهادة وفاة البورصة.. خسائر السوق تتعدى حاجز الـ30 مليار جنيه منذ انتهاء «المؤتمر الاقتصادي».. «عمران»: «ضرائب البورصة» السبب الأبرز.. «عنبة&


مر شهران على انتهاء المؤتمر الاقتصادي ونزيف خسائر البورصة المصرية لم يتوقف، على الرغم من النجاح المبهر للمؤتمر الذي دعا له الرئيس عبد الفتاح السيسي، واختتم أعماله منتصف مارس الماضي بمدينة شرم الشيخ.


وأجمع الخبراء والمحللون على أن البورصة المصرية فقدت الكثير من جاذبيتها بسبب «الضرائب»، كما تسببت في الخسائر الفادحة التي تكبدها السوق منذ انتهاء المؤتمر الاقتصادي، والتي تجاوزت حاجز الـ30 مليارات جنيه.

أوجه القصور
ومن جانبه، أكد وائل عنبة عضو الجمعية المصرية للأوراق المالية، رئيس مجلس إدارة شركة «الأوائل» لإدارة المحافظ أن تراجع البورصة المصرية منذ انتهاء المؤتمر الاقتصادي يرجع بالدرجة الأولى إلى حالة التشاؤم التي انتابت المستثمرين عقب إصدار اللائحة التنفيذية لقانون الضريبة على الدخل مطلع شهر أبريل الماضى، والتي تضمنت العديد من أوجه القصور، وأثرت سلبيًا على حجم السيولة بالسوق.

«السيسي» هو الحل
وناشد «عنبة» في تصريحات لـ«فيتو» الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة عقد لقاء موسع مع ممثلي جمعيات سوق المال للاستماع إلى وجهة نظرهم بشأن «ضرائب البورصة» محذرًا في الوقت ذاته من تفاقم الأوضاع بالسوق، خاصة في ظل تراجع السيولة وخروج العديد من المستثمرين نهائيًا من السوق.

آثار سلبية
وألمح رئيس مجلس إدارة شركة «الأوائل» لإدارة المحافظ أن هناك إصرارًا كبيرًا من وزارة المالية ومصلحة الضرائب على «ضرائب البورصة» بالرغم من آثارها السلبية ليس فقط على سوق المال، وإنما على الاقتصاد المصري وقدرته على جذب الاستثمارات بشكل عام.

الكارثة الكبرى
أما الدكتور محمد عمران رئيس مجلس إدارة البورصة المصرية، فأكد أنه من الخطأ اختزال تداعيات «ضرائب البورصة» على السوق في تراجع أسعار الأسهم المقيدة فقط، وإنما الكارثة الكبرى تكمن في فقدان السوق جاذبيتها تجاه المستثمرين، وعدم قدرة البورصة على القيام بدورها الرئيسي في تمويل المشروعات.

وأشار «عمران» إلى أن «ضرائب البورصة» ساهمت إلى حد كبير في تراجع أحجام وقيد التداول بالسوق بنحو 38%، بالإضافة إلى خروج الكثير من المستثمرين من السوق.

جذب الشركات
وألمح رئيس مجلس إدارة البورصة المصرية إلى أن «ضرائب البورصة» تحد من قدرة البورصة على جذب وقيد شركات جديدة بالسوق، واستخدامها كمنصة لتمويل المشروعات.

تجاهل الحكومة
وفى السياق ذاته أكدت رانيا يعقوب، رئيس مجلس إدارة شركة «ثري واي» لتداول الأوراق المالية، أن الهبوط العنيف للبورصة يرجع بالدرجة الأولى إلى تجاهل الحكومة حل المشكلات التي يعاني منها سوق المال وفي مقدمتها «ضرائب البورصة».

انتشار التشاؤم
وأشارت «رانيا»، إلى أن إصرار وزارة المالية على تطبيق «ضرائب البورصة» ساهم إلى حد كبير في انتشار حالة التشاؤم لدى الكثير من المستثمرين، ودفع بعضهم للخروج نهائيا من السوق.

وألمحت رئيس مجلس إدارة شركة «ثري واي» لتداول الأوراق المالية، إلى أن صعوبة توفير الدولار للمستثمرين الأجانب ساهمت هي الأخرى في خروج العديد من المستثمرين نهائيًا من السوق.

تجدر الإشارة، إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أصدر مطلع يوليو الماضي، قرارًا بقانون بتعديل بعض أحكام قانون الضريبة على الدخل الصادر بالقانون رقم 91 لسنة 2005، وقانون ضريبة الدمغة الصادر بالقانون رقم 111 لسنة 1980، ويستهدف القانون توسيع القاعدة الضريبية للممولين لتحقيق العدالة الضريبية، من خلال رفع الحد الأقصى للإعفاء الضريبي بشأن الاشتراكات في الصناديق الخاصة وأقساط التأمين على الحياة أو التأمين الصحي، وكذلك فرض ضريبة بواقع 10% على الأرباح الرأسمالية بالبورصة، وترحيل الخسائر لثلاث سنوات، وكذلك فرض ضريبة بواقع 10% على التوزيعات النقدية للشركات، فيما أصدر هاني قدري وزير المالية اللائحة التنفيذية للقانون.
الجريدة الرسمية