رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. من أطفال لـ«النكبة» لأصوات «فلسطين».. حبش يؤسس الجبهة الشعبية بعد ترحيل عائلته في 48.. محمود درويش أخذوا قريته منه.. كنفاني يحارب الجماعات الصهيونية.. والعلي في الزنازين


وحينما وصلنا إلى صيدا أصبحنا لاجئين، على هذه الأرض ما يستحق الحياة، نحن الموقعون أدناه ليس لنا علاقة بقريب أو من بعيد بالعيد، ثوروا فلن تخسروا سوى القيد والخيمة.. مقولات خلدها الزمان لعدد من الكتاب والشعراء الفلسطينيين الذين رأوا بأعينهم ما حدث لبلدهم، كانوا صغارًا ربما لم يدركوا بعد ما يحدث، هل هي معركة أم حرب أم احتلال جاثم على صدورهم ليجعلهم ينطلقوا بأشعارهم وروايتاهم الذي يمثل تاريخ آخر للنكبة الفلسطينية، ليتحولوا من أطفال إلى محرضين للثورة مخلدين ذكرى بلدهم الغالية.


وبالتزامن مع مرور 67 عاما على النكبة ترصد فيتو أهم الكتاب الذين عاصروا النكبة ليسطروا بها كتابتهم بعد ذلك. 

جورج حبش
كان الطفل حبش الذي ولد عام 1926 في اللد ليعاني بعد ذلك وهو شاب من التهجير الذي لحق نكبة 48، ليخلق لدى الشاب الطبيب صراعا نفسيًا بين بلده المحتلة وبين الدراسة وهو ما انحاز إليها أخيرًا مقررًا أن يهب حياته إلى بلاده التي تربي فيها بعيدًا عن أي دراسات بعد أن أنهى دراسته في الجامعة الأمريكية ببيروت.

تنقل حبش بين عدة دول منها الأردن ولبنان وكان مطاردا من قبل السلطات حتى قرر في عام 1967 إنشاء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ليبدأ بعدها عمليات الفداء التي كان أشهرها تفجير خطوط الغاز والهجمات على السفارات الإسرائيلية.

لم يكن حبش مجرد ثائر أو طبيب بل كان خطيبا وأديبا أو كما أطلق عليه "حكيم الثورة الفلسطينية" ليخلد عبر مقولاتها النضال الذي خاضه وتعرض لعدد من محاولات الاغتيال على يد الموساد الإسرائيلي قبل أن يموت في عام 2008 بعد إصابته بجلطة.


محمود درويش

ارتبط اسمه باسم الثورة فكان هو كما أطلق على نفسه عاشق فلسطين، هكذا اختار الشاعر محمود درويش اسم أول دواوينه عام 1966. 

ولد درويش عام 1941 ليحضر النكبة وأحداثها وتماما كما حدث في حبش تم تهجير عائلة درويش، ولكنه عاد إليها عام 1949 بعد توقيع الهدنة وكانت وقتها المفاجأة للطفل بعد عام واحدة ليبحث عن قريته فيجدها أصبحت قرية موشاف إحدى القرى الزراعية الفلسطينية ومن ثم كان النضال والانضمام إلى منظمة فتح التي أصبح عضوا في الهيئة العليا فيها.

قصة درويش بعيدا عن الاعتقال والانضمام لفتح تبقي قصة خاصة مع فلسطين بعد أن أطلق عليها في قصيدته سيدة الأراض التي كانت تسمى فلسطين، وما زالت تسمى فلسطين، بجانب تضمين اسم بلاده في معظم قصائده مما جعل البعض يؤكد أنه شاعر الثورة والوطن. 

ورغم رحيل درويش تبقى قصائده تذكر كل قارئ له بالقضية التي ظل يحملها طوال حياته.


غسان كنفاني

درويش في الشعر وغسان في الأدب هكذا صارت المعادلة الفلسطينية، وإن كان بقاء كنفاني على تلك الأرض كان أقل من درويش بعد أن نجح الموساد في اغتياله، عن عمر 36 عاما. 

غسان كنفاني المولود في يافا عام 1936 كانت له تجربة مختلفة عن سابقيه فإذا كان درويش وحبش شاهدا المجازر في النكبة فكان الطفل غسان في أحد القري التي اجتاحها الكيان الصهيوني ليقاومهم منذ الصغر قبل أن يستطيع الفرار مع عائلته في سيارة شحن إلى صيدا بلبنان ليعيش بعدها 40 يوما هم الأقصى في تاريخه. 

كان غسان المنضم إلى جبهة التحرير الشعبية بجانب رفيقه جورج حبش أديبًا في المقام الأول متفاعلا مع القضية الفلسطينية لذلك حملت كتابته كلها تحريضًا على المقاومة ووصفا لما حدث أيام النكبة كما هو الحال في روايته عائد إلى حيفا، وانتهى به الحال بعد تفجير نظمته الموساد عام 1972 في لبنان. 

ناجي العلي

تتكرر نفس المأساة مع ناجي العلي الطفل المولود عام 1937 ليشهد ترحيل عائلته مرة أخرى، ويختلف العلي عن الجميع في أنه كان مناضلا منذ صغره بعد أن تم اعتقاله في سن الحادية عشرة ليتعلم الرسم داخل الزنزانات التي رسم على جدرانها حتى أتيحت له الفرصة في الرسم بعدد من الجرائد أشهرها جريدة السفير اللبنانية ليمثل العلي حالة فريدة من النضال من خلال الرسم الكاريكاتيري وشخصيته الشهيرة الطفل حنظلة الذي اتخذه للتعبير عن رفضه للكثير من الأوضاع.

وكما حدث مع كنفاني تعرض العلي إلى اغتيال في لندن عام 1987 ضمن حملة شملت أعضاء عدد كبير من حركة القوميين العرب.
الجريدة الرسمية