رئيس التحرير
عصام كامل

الكيان الصهيوني يدمر 132 متحفًا إسلاميًا في ذكرى «النكبة».. آثار القدس تتعرض لأكبر عملية نهب وسرقة.. سلطة آثار الاحتلال مخزن للسرقات.. الفلسطينيون يواجهون مخطط التهويد بالكتابات


«إلى كل الذين شُرّدوا من قراهم فهاموا في الأرض. إلى ذرياتهم جميعًا.. كي لا ينسوا»، كانت تلك الصرخة التي حملها كتاب «كي لا ننسى قرى فلسطين الَّتي دمرتها إسرائيل سنة 1948 وأسماء شهدائها»، وهو الكتاب الذي يرصد الخريطة الكاملة لأرض فلسطين بمبانيها التي تم تدميرها، لتكون نبراسًا للأجيال المقبلة.


تطهير عرقى
وتعد تلك الطريقة إحدى الطرق للتذكير دومًا بفلسطين، فلم يكن تدمير متحف أثري في منطقة الزنة شرق خان يونس خلال الحرب الأخيرة التي شنها الكيان الصهيوني على غزة حادثة فردية تشهدها دائما الحروب، بل استمرار لمنهج اتبعته إسرائيل منذ أحداث النكبة في عام 1948 لتدمير كل ما هو فلسطيني ومحوها من الخريطة في أكبر وأطول حملة تطهير عرقي تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينيين أصحاب الأرض.

تغيير الخريطة
وبالتزامن مع مرور 67 عاما على حرب 48 أو ما يسمى تاريخيا باسم النكبة التي حاربت فيها عدة جيوش عربية وانتصرت فيها إسرائيل وترتب على ذلك تغيير خريطة الشرق الأوسط، ترصد «فيتو» أهم الآثار التي تم تدميرها خلال تلك الحرب إضافة إلى بعض الآثار التي سرقتها لتصبح في حوزة الكيان الصهيوني.

ووفقًا للإحصاءات الفلسطينية أن إسرائيل سيطرت خلال النكبة على 774 قرية فلسطينية تم تدمير 531 قرية منها بجانب عدد آخر من المجازر التي ارتكبت في الكثير من البلدان.

وبالتزامن مع هذا التدمير الذي طال الأخضر واليابس تم محاصرة القدس والضفة الغربية لإتلاف كل ما هو أثري بجانب مئات الحفريات في منطقة طبريا وبيسان، حيث دمرت إسرائيل الكثير من المجموعات الأثرية من الفترات الإسلامية والعربية.

الأكثر تدميرا
ووفق تقرير صادر من وزارة الآثار الفلسطينية فإن مدينة القدس هي أكثر المدن التي تم تدميرها خلال نكبة 48، خاصة أن المشروع الصهيوني قائم على قضية الهيكل المزعوم مما دفع اليهود إلى الحفر داخل أساسات المسجد وأثبت في النهاية فشل تلك النظرية.

132 متحفا إسلاميا
ومن جانب آخر أشارت مؤسسة الأقصى للتراث أن هاك 132 متحفا إسلاميا تم تدميره خلال النكبة كان منها متحف ومدرسة في حر المغاربة بجانب الأحجار الضخمة التي تمت سرقتها وتم وضعها في مخزن تحت اسم سلطة الآثار الإسرائيلية، بجانب بعض النقوش العبرية التي نقشها على عدد من الأحجار في إشارة واضحة إلى تزوير التاريخ.

سرقة الأحجار
وكان من بين الآثار التي تمت سرقتها عدد من الأحجار في مسجد النبي داوود في القدس بجانب عدد آخر من الأحجار وهدم مبان أخرى كمسجد صرفند قضاء حيفا ومسجد وادي الحوارث وأم الفرج وهي مساجد تاريخية في فلسطين.

واستمرت خطة إسرائيل في سرقة الآثار وتدميرها في خطط ممنهجة حتى قامت السلطة الفلسطينية في عام 2011 بمطالبة اليونسكو بإلزام إسرائيل باحتفال اتفاقية حماية التراث وفقًا للاتفاقيات الدولية بعمان وجنيف ولاهاي، مشددة على وجود لجنة لفحص كافة الآثار الفلسطينية وتسجيلها حتى لا تتعرض للانتهاك.

أما الطريقة الأخرى التي تلجأ لها فلسطين هي الكتب التي ترصد التاريخ الكامل بكل تفصيلاتها لتبقى تلك الكتب شاهدة على التاريخ لكافة الأجيال المقبلة.
الجريدة الرسمية