رئيس التحرير
عصام كامل

تفاصيل لقاء محلب بنظيره الفرنسي في باريس.. رئيس الوزراء: نسابق الزمن لبناء مجتمع مدني.. الاتفاق على تعزيز دور الأزهر الشريف وتصويب الخطاب الديني.. تعميق العلاقات الثنائية.. وتوقيع 3 اتفاقيات تعاون


التقى رئيس الوزراء إبراهيم محلب، اليوم الأربعاء، بنظيره الفرنسى مانويل فالس، في غداء عمل، ووجه المصرى الشكر والتقدير لنظيره الفرنسى، ولشعب باريس الشقيق على دعوته لزيارة بلاده.


روابط تاريخية
وقال محلب في كلمته: " لم أتردد في تلبية الدعوة تجسيدا للروابط التاريخية والسياسية والاقتصادية والثقافية المتينة التي تربط بين بلدينا وشعبينا، والتي تعد مثالًا يُحتذى به للتعاون بين دول شمال وجنوب المتوسط، فعلاقاتنا التي تمتد عبر التاريخ تستمد قوتها من القيم الأصيلة والتراث الإنساني الغني الذي كان للحضارة المصرية إسهامها الكبير في إثرائه على ضفاف المتوسط، وإذ نفخر بالدور الذي لعبته حضارات البحر المتوسط كمهد للعلوم والتقدم البشرى، فإننا نتطلع للعمل سويا كي يكون تعاوننا الوثيق سبيلًا لتحقيق تطلعات شعبينا وشعوب المتوسط بأسرها".

خارطة الطريق
وأضاف رئيس الوزراء: "لا شك أن قرب الانتهاء من تطبيق خريطة الطريق وعودة الأمن والاستقرار للبلاد يجعل مصر على أعتاب مرحلة انطلاق اقتصادي بما يضعها في المكانة التي تليق بها، وتتناسب مع الموارد البشرية الهائلة التي تتمتع بها، وما يحمله ذلك من فرص استثمارية كبيرة، أدعو الشركات وقطاع الأعمال الفرنسي إلى استثمارها والاستفادة منها، وبما يحقق آمال وطموحات بلدينا وشعبينا".
وذكر: " نحن نسابق الزمن لبناء مجتمع مدني عصري يعتز بقيمه وبإرثه الثقافي، ويوفر العيش الكريم لمواطنيه ويحقق مطالبهم في الحرية والأمن والاستقرار والعدالة الاجتماعية".

تغيرات جذرية
من جهة أخرى، أشار محلب إلى أن البيئة الإستراتيجية الجديدة في منطقة المتوسط والتغيرات الجذرية التي تشهدها تفرض على بلدينا، ومن واقع الثقل الذي تتمتعان به في محيطهما الإقليمي، ضرورة حشد جهودنا المشتركة لإعادة الاستقرار لبؤر التوتر والاضطراب في المنطقة، والعمل على التصدي للتحديات المتصاعدة، وعلى رأسها التطرف والإرهاب، وذلك من واقع إدراكنا المشترك لخطورة هذا التهديد على ضوء معاناة كل من مصر وفرنسا من شرور الإرهاب.

وقال: "من هذا المنطلق، فإنني على ثقة بأن مباحثاتنا اليوم ستعكس هذا التقارب في الرؤى بين بلدينا الصديقين وسوف ستمثل نقطة تحول في العلاقات المصرية الفرنسية، وبداية لتأسيس مشاركات اقتصادية ناجحة، تبني على المصلحة المشتركة للجانبين، وتساهم في تحقيق التنمية الشاملة التي يستحقها الشعبان المصري والفرنسي".

زيارة مصر
ووجه رئيس الوزراء الدعوة لنظيره الفرنسى لزيارة مصر، كما وجه دعوة للفرنسيين قائلا: أجدد دعوتي للشعب الفرنسي الصديق لزيارة مصر بمقاصدها السياحية التاريخية والثقافية والترفيهية، بما يعمق التفاهم والتواصل بين شعبينا.
وفى مؤتمر صحفى عقد بمقر مجلس الوزراء الفرنسى، أشاد رئيس الوزراء الفرنسى بالعلاقات بين البلدين وترحيبه برئيس الوزراء المصرى، مثمنا المباحثات المثمرة التي تم إجراؤها.

التحديات الإقليمية
وأوضح أنه تم التطرق إلى التحديات الإقليمية التي تواجه المنطقة، وسبل التعاون والتنسيق المشترك بين مصر وفرنسا لمواجهتها، وعلى رأسها التهديدات والعمليات الإرهابية، كما تم بحث مجالات التعاون المشترك في ملفات البنية التحتية، والتعليم الفنى والتدريب، والمشروعات المشتركة في قطاعات النقل، والطاقة التقليدية والجديدة والمتجددة والنووية.

كما أشاد بالعلاقات الثنائية المتميزة التي تتمتع بها مصر وفرنسا في كل المجالات، والتي انعكست في استمرار توقيع اتفاقيات التعاون خلال الزيارة.
وأعلن أنه تلقى دعوة كريمة من قبل رئيس الوزراء المصرى لزيارة مصر قريبا، ودعا جميع الفرنسيين لزيارة مصر، فمصر بلد جميل على الجميع زيارته.

العلاقات الثقافية
وأوضح أن المباحثات تطرقت كذلك إلى العلاقات الثقافية بيت البلدين، والتعليم العالى، وتم التركيز على الدور الذي تلعبه مصر من أجل دعم الاستقرار بالمنطقة، وتم الاتفاق على تعزيز التعاون في مجالات الدفاع والأمن، كما سنعمل معا في عدد من الملفات، منها النقل والصناعات الغذائية، وغيرهما.
كما أشار في النهاية إلى أن العلاقات الثنائية هي علاقات متميزة وفى أفضل ما يكون، قائلا: نريد العمل مع مصر في كل المجالات والقطاعات، لدعم مستقبل التنمية فيها.

واعتبر المهندس إبراهيم محلب هذه الزيارة ناجحة، وهى خطوة على طريق تعزيز العلاقات المشتركة بين البلدين، مشيرا إلى أن هناك رؤية لشراكة إستراتيجية بين البلدين، وهناك مباحثات تمت على اعلى مستوى للتاكيد على ذلك.

تصويب الخطاب الدينى
كما أعلن محلب أنه تم الاتفاق على أهمية دور الأزهر الشريف في تصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام، وكذا تطوير الخطاب الدينى، كما كان هناك اتفاق على سبل التعامل مع ملف الهجرة غير الشرعية، كما تطرقت المناقشات لملف القنوات المحرضة على الإرهاب، وضرورة التعامل معها.

3 اتفاقيات
وشهد رئيسا الوزراء المصرى والفرنسى، توقيع ٣ اتفاقيات بين البلدين، الأولى لتخفيض نسب تلوث المياه والهواء في مصر، الناتج عن الصناعة، ووقعها عن الجانب المصرى وزير الصناعة، والثانية، خاصة بتطوير تروماى الإسكندرية، بتمويل ٣٠٠ مليون يورو، منها ٦٠ مليونا دفعة أولى، ووقعها وزير النقل المصرى، ومسئولو الوكالة الفرنسية للتنمية، كما تم توقيع إعلان نوايا بين الحكومتين، للتعاون في مجال التعليم الفنى والتدريب المهنى، وقعها عن الجانب المصرى، وزير التعليم الفنى، وعن الجانب الفرنسى وزيرة التربية الوطنية والتعليم العالى.
الجريدة الرسمية