رئيس التحرير
عصام كامل

فلاحون يكشفون سر ارتفاع أسعار الطماطم.. «السوس» يهدد زارعي «المجنونة» بعتوة الغربية.. المبيدات سلاحهم الوحيد للمواجهة.. «التقاوي الصيني» تسبب كارثة.. المسئولون «في ع


«المجنونة».. لم يجد المصريون أصدق من هذه الكلمة لوصف أحوال الطماطم، التي تقفز أسعارها بين الحين والآخر لدرجة جعلتها أغلي من أفخر أنواع الفاكهة.


غلاء الأسعار

وخلال الفترة الماضية، تزايد الحديث عن موجة غلاء الأسعار، وخاصة السلع التي تهم كل مواطن ويستخدمها كل بيت، ومن أهمها الطماطم، التي تجاوز سعرها الـ10 جنيهات، فأصبحت حديث الساعة، حتى إن وزير التموين نصح باستخدام الصلصة كبديل للطماطم، مما سبب غضب البسطاء.

وحاولت «فيتو» الوصول إلى السبب الرئيسي لارتفاع سعر الطماطم، وذلك عن طريق الرجوع للمزارع البسيط، الذي يقوم بزراعة الطماطم، وسؤاله عن السبب الحقيقي لارتفاع الأسعار بصورة فجائية هكذا.

حقل الطماطم
ذهبنا إلى قرية العتوة بمركز قطور بمحافظة الغربية، وهناك وجدنا العديد من الفلاحين يقومون بزراعة شتلات الطماطم، ولكنهم أيضا يواجهون المشاكل في ذلك، وكانت بداية في الجمعية الزراعية.

وهناك التقينا بـ" رأفت العزب"، أحد مزارعي الطماطم في القرية والذي تحدث عن أزمة زراعة الطماطم، فقال إن المحصول يهاجمه "السوس" الذي يحتاج إلى نفقات باهظة كتكلفة للكيماويات خاصة وأن أي اهتمام للفلاحين الذين يضطرون إلى شراء السماد الكيماوي من السوق السوداء بأسعار عالية، موضحا أن "شيكارة الكيماوي" يصل سعرها إلى 160 جنيها بالسوق السوداء.

الخسارة كبيرة
يكمل رأفت، حديثه عن محصول الطماطم، ويقول إن كثيرا من المحصول يصاب بالسوس وبالتالي يُباع بأسعار منخفضة، حيث إن التجار يبحثون عن المحصول الجيد الخالي من العيوب، وبالتالي يصبح المزارع في ورطة الخسارة لأن ربح محصوله لا يغطي نفقاته.

الكيماويات
وعن أزمة الكيماويات، أكد أن المبيدات الموجودة في السوق لا تؤثر في السوس على الرغم من أن أسعارها تصل إلى 300 جنيه للعبوة في حين أن الجمعيات الزراعية "في واد آخر " وكأنها لا تدرك أن الفدان الواحد يحتاج إلى 15 شيكارة سماد، بينما تصرف وزارة الزراعة شيكارتين فقط للفدان، وأحيانا لا يتم صرفهما، بالإضافة إلى إيجار الفدان الذي يصل إلى 7 آلاف جنيه، والعامل الذي يعمل وردية واحدة بأجر 50 جنيها فقط.

واختتم "رأفت" حديثه، مشيرًا إلى أن هناك نقصا في المساحات المزروعة بالطماطم، موضحًا أن أحد أهم أسباب ارتفاع الأسعار هذا العام هو أن هناك نحو 3 آلاف فدان طماطم في مدينة السادات بالمنوفية كانت منزرعة على أراضي الدولة، وقامت قوات الأمن بإخلائها واسترجاعها، وسبب ذلك تدمير في المحصول، وتأثر محصول الطماطم في الجمهورية بسبب هذا الأمر.

الفلاح في أزمة
أما "سليمان" مزارع طماطم، فقال إن الجمعية الزراعية بالقرية لا تعرف أي شىء عن أمراض الطماطم، مضيفًا "وبالتالي لا نذهب لهم في حالة إصابة المحصول بأي ضرر، ونلجأ إلى مرشدي الشركات الخاصة رغم التكلفة العالية لهم".
أضاف أن الفلاح دائما في أزمة بسبب الطماطم "المجنونة"، فيوم يرتفع سعرها، ويوم آخر ينخفض، مما يجعل الفلاح لا يعتمد عليها كمحصول رئيسي، ويعتمد على المحاصيل الأخرى مثل القمح والذرة والبرسيم والأرز والبطاطس.

مجنونة يا "أوطة"
أما "حلمى عبد الحميد" الفلاح بنفس القرية، فأكد أن الفلاح مظلوم لأن الظروف تجبره على زيادة الأسعار، مشيرا إلى أن كيلو الطماطم في 2010 وصل سعره إلى 16 جنيهًا، بسبب البذور المغشوشة و"التقاوي الصيني" –بحسب تعبيره.
وأضاف أن الفلاح يدفع أموالا طائلة لمحاولة إنقاذ محصوله ولكن دون جدوى، خاصة وأن الجمعيات الزراعية التي لا تعرف شيئًا عن أزمتنا ولا تساعدنا بأي شىء.

أزمة جديدة
وفي المقابل، إلتقينا بمدير جمعية القرية المهندس حلمى حسن، والذي أوضح أن الطماطم تزرع أربع مرات في العام، موضحا أنها على أربع "عروات" واحدة في شهر أكتوبر، شهر فبراير، شهر مايو والأخيرة في شهر يوليو، لافتا إلى أن كل مكان له نوعية معينة من "العروات".
وأشار إلى أن الأزمة تحدث بسسب الشتاء نظرا لتآكل "العروة" بسبب برودة الجو، وتابع:"حدثت هذه الأزمة منذ 4 سنوات بسبب الشتاء، ووصل سعر الطماطم وقتها إلى 12 جنيهًا".
الجريدة الرسمية