«محمد محمود» الجرح الغائر في جبين الثورة.. متظاهرو التحرير طالبوا «المجلس العسكري» بنقل السلطة في الأحداث الأولى.. سقوط 60 قتيلا في حرب شوارع.. والموجة الثانية شاهدة على مصرع "جيكا
تصدر اليوم الأربعاء، محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بالتجمع الخامس برئاسة المستشار مصطفى حسن عبد الله، حكمها على 30 متهما في قضية أحداث العنف التي حدثت في الذكرى الثانية لأحداث محمد محمود.
وكانت النيابة العامة نسبت للمتهمين بأنهم في غضون 19 نوفمبر 2013، شرعوا في قتل المتظاهرين وتكدير السلم العام والاعتداء على موظفين أثناء تأدية عملهم، والتلويح بالعنف واستعراض القوة.
وعلي الجانب الآخر، تعتبر أحداث شارع محمد محمود هي "الموجة الثانية لثورة 25 يناير" حيث حدثت في يوم السبت 19 نوفمبر 2011 واستمرت حتى الجمعة 25 نوفمبر في فترة حكم المجلس الانتقالي لتتجدد مرة أخرى بالذكرى الأولى للأحداث في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي فيما عرف باسم "أحداث محمد محمود الثانية".
الموجة الأولى
وقعت الموجة الأولى لأحداث محمد محمود في نوفمبر 2011، على خلفية مطالب عدد من القوى السياسية وشباب الثورة بسرعة نقل السلطة من المجلس الأعلى للقوات المسلحة إلى رئيس وحكومة مدنية منتخبة في موعد أقصاه أبريل من عام 2012.
وساهم في إشعال الأحداث وثيقة المبادئ الأساسية للدستور التي أصدرها الدكتور على السلمي، نائب رئيس الوزراء وقتها وأثارت غضبًا عارمًا لاحتوائها على بنود تعطي القوات المسلحة وضعًا مميزًا بالإضافة لاحتوائها على مواصفات لاختيار الجمعية التأسيسية التي من المفترض أن يختارها أعضاء مجلس النواب الذي كان سينتخب في الأسبوع التالي للأحداث.
اشتعال الأحداث
بداية اشتعال الأحداث، كانت في صباح السبت 19 نوفمبر حينما فضت قوات الشرطة المصرية اعتصام العشرات من مصابي الثورة في وسط ميدان التحرير بالقوة مما أدى إلى إصابة اثنين منهم واعتقال 4 آخرين، بعدها حاصرت قوات الشرطة صينية الميدان والحديقة أمام مجمع التحرير لمنع وصول المتظاهرين إليها، بالإضافة إلى انتشار العشرات من قوات الأمن على مداخل ومخارج الميدان ما أدي إلى نزول المتظاهرين إلى التحرير بأعداد كبيرة للتظاهر.
ذروة المذبحة
واحتدمت المواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن التي استخدمت قنابل الغاز المسيلة للدموع بغزارة، مما دفع المتظاهرين للرد عليهم بالحجارة وتكسير بعض عربات الأمن المركزي وإضرام النار في أحدهم، فيما استمرت عمليات الكر والفر بين الجانبين خاصة بعد أن حاول بعض المتظاهرين إعادة الاعتصام بالميدان مما حول ميدان التحرير والشوارع الجانبية المحيطة به إلى ساحة حرب بعدما استخدمت الشرطة الرصاص المطاطي، والخرطوش.
وبحسب وزارة الصحة أدت الأحداث إلى سقوط 40 شهيدًا وألفي مصاب، بينما أعلنت جبهة الدفاع عن متظاهري مصر أن العدد تجاوز 60 شهيدًا، أما مركز النديم قال إن العدد وصل إلى 90 شهيدًا.
الموجة الثانية للأحداث
وتجددت الأحداث الدموية مرة أخرى في الذكرى الأولى لقتلى شارع محمد محمود طلبا للقصاص من قاتليهم إلا أن الأحداث تجددت مرة أخرى وتعرض الثوار لهجوم من بلطجية بقذائف مولوتوف بجانب المناوشات مع قوات الشرطة.
وفي الأحداث سقط أول شهيد في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي وهو الناشط جابر صلاح "جيكا" والذي أصيب بمقذوف ناري في الرأس أثناء مشاركته في الأحداث.