رئيس التحرير
عصام كامل

"صخرة قطر".. العمال الأجانب يعيشون أوضاعا مأساوية.. 16 فردا يقيمون في غرفة واحدة.. لا يتقاضون الحد الأدنى من رواتبهم.. ولا يحصلون على إجازات.. والحكومة تقدم وعودا زائفة بتعديل قانون العمل دون تطبيق


لا تزال قطر تتعرض لانتقادات حادة بسبب الاستغلال غير الإنساني للعمال استعدادًا لبطولة كأس العالم عام 2022، ورغم الوعود بتحسين وضع هؤلاء، فإن شهادات أحد الصحفيين الألمان عن المعاناة المستمرة للعمال الأجانب تظهر عكس ذلك.

طرق غير ممهدة

من حين لآخر تمر مقطورة أو حافلة لتترك سحابة غبار خلفها، بعدها يعم الهدوء في المنطقة الصناعية للعاصمة القطرية، التي يصل عدد سكانها إلى أكثر من مليون شخص، وسط المنطقة الصناعية قرب المصانع والمستودعات وأراض صحراوية.

هنا يعيش العمال الأجانب الذين يشيدون الملاعب والمباني المخصصة لبطولة كأس العالم لكرة القدم عام 2022، إنهم من جنسيات مختلفة كالنيبال وبنغلادش والهند والفلبين، معظم الطرق غير معبدة، كما أن المباني التي تعلو بين ثلاثة وأربعة طوابق هي في الغالب بدون نوافذ، ومن الصعب العمل والحياة هناك بشكل مريح.

وعود زائفة

قبل عام من الآن أعلنت الحكومة القطرية عن رغبتها في القيام بإصلاح نظام قانون العمل وتحسين ظروف العمل والمعيشة للعمال المهاجرين، وإلغاء نظام "الكفالة" المثير للجدل، حيث يلزم العمال بالحصول على تصريح من أرباب العمل لمغادرة البلاد.

وجاءت تلك المبادرة نتيجة الضغوط التي مارسها المجتمع الدولي على قطر، بعدما سلطت وسائل إعلام عديدة - ومن بينها DW - الضوء على الأوضاع المأساوية في أماكن البناء، والتي لقي فيها مئات العمال مصرعهم بسبب حوادث.

مساكن تثير الاشمئزاز

بعد إعلان وزارة العمل والشئون الاجتماعية في شهر (مايو 2014) عن تلك الإصلاحات، إلا أن قطر لم تطبق وعودها، فما بين 300 حتى 400 من العمال يقيمون في بناية تتكون من ثلاثة طوابق، بها مطبخ يثير الاشمئزاز ومراحيض قليلة، ربما عشرة مراحيض لمائة شخص تقريبا، أغلبها بدون أبواب.

كل العمال الذين يعيشون في هذا المكان من نيبال، فهم ينامون منذ عامين في غرف لا تتجاوز عشرين مترا مكعبا لستة عشر شخصا، وهم يعملون يوميًا دون عطلة أسبوعية، إضافة إلى الحرارة المرتفعة التي تصل إلى خمسين درجة وغياب مكيفات الهواء، فإنهم لا يحصلون على الراتب الأدنى المتفق عليه بين البلدين، حيث يحصلون فقط على مائتي دولار شهريًا، بحسب هؤلاء العمال.

محاولات نسيان الواقع

يحاول العديد من العمال في المنطقة الصناعية نسيان واقعهم من خلال لعب الكريكيت أو كرة القدم خلف بنايات سكنهم وسحاب الغبار، وبينما يلعب بعضهم ينتظر آخرون دورهم في جو مرح.

خرق حرية الصحافة

وتضيق الشرطة كثيرا على الصحفيين أثناء أداء أعمالهم، حيث ألقت القبض على عدد منهم أثناء حديثهم مع العمال عن أوضاعهم، ولم تطلق سراحهم سوى بعد 5 أيام عقب مصادرة آلات التصوير والهواتف المحمولة، والكمبيوتر المحمول، وهو وضع يتنافى مع قوانين حرية الصحافة.

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل

الجريدة الرسمية