رئيس التحرير
عصام كامل

سفير الكويت: الأبنودي كان صوت الحق ورسالة المحبة والسلام


أكد سفير دولة الكويت لدى مصر، سالم الزمانان، اليوم على "المكانة الكبيرة التي حظي بها ولايزال الشاعر الراحل عبدالرحمن الأبنودي لدى أهل الكويت وموقفه التاريخي الكبير إبان محنة الاحتلال الصدامي".


وقال الزمانان مخاطبا الحضور في حفل نظمته السفارة لتأبين الشاعر الأبنودي "إذا كنا نتشاطر معكم الحزن في وفاته فاننا في الكويت نشعر أن مصابنا مضاعف" مؤكدا أن الشاعر الراحل حفر اسمه بقوة في اعماق أهل الكويت.

وذكر أن الكلمات الصافية للشاعر الراحل كانت خير دواء للمواطنين الكويتيين "يخفف آلامهم ويمنحهم الأمل في مجيء الصبح بعد الظلام الذي خيم على النفوس في الثاني من أغسطس 1990".

وأوضح أن صوت الأبنودي حينذاك جاء كطلقة تهز الوجدان وتقض مضاجع المعتدين وتتصدى لطغيانهم "وما كادت أيام قليلة تمر على صرخته القوية إلا وجاء الفجر وزالت الغمة بتحرر بلادنا".

وأضاف: "إننا في الكويت لانزال نستذكر هذه الروح الطيبة ونعبر عن بالغ الاعتزاز بالموقف التاريخي الكبير للفقيد إبان محنة الاحتلال الصدامي ونستعيد ما نظمه من رائعة شعرية خالدة شدا بها كبار الفنانين العرب في الليلة المحمدية في موقف تلقائي كريم ومعبر في الوقت ذاته عن مدى التلاحم بين الشعبين المصري والكويتي في السراء والضراء".

وقال إن الشاعر الراحل سيظل حاضرا في الوجدان وتظل كلماته تتردد دائما في القلب لترسم لنا وللأجيال المقبلة من المحيط إلى الخليج صورة شاعر إنسان حمل هموم وطنه وأمته وعبر بكلماته البسيطة ومعانيه العظيمة عن أدق التفاصيل واصدق المشاعر التي ارتبطت بمسيرة الأمة العربية على مدى نصف قرن أو يزيد.

وتابع قائلا إن الأبنودي كان صوت الحق ورسالة المحبة والسلام للعالم بأسره واستطاع بعبقريته أن يمزج بين العام والخاص وتحول صوته إلى صوت كل مواطن عربي فكان شعره سجلا لكل "أفراحنا وأتراحنا وانتصاراتنا وانكساراتنا وأحلامنا وإحباطاتنا".

وتساءل "من ينسى صيحته الهادرة بعد أن كادت مأساة يونيو 67 تسيطر على النفوس ومن ينسى صوته الرخيم وهو يناجي سيناء بعد النصر المجيد في أكتوبر 73" مشيرا إلى أن الابنودي كان في كل ذلك صوت الضمير المتفائل والمشتبك دائما مع قضايا أهله وأمته.

واعتبر غياب الأبنودي "لاشك أمر جلل ومصاب كبير لمصر الشقيقة وللامة العربية والعالم بأسره" مستدركا بالقول "لكنه الموت الذي لا حيلة لنا فيه ومثلما يخطف الموت منا كل عزيز فإنها يمنح البعض حياة متجددة" في إشارة إلى الشاعر الفقيد سيظل حيا في النفوس بما تركه من قيم طيبة وإبداع حي على مدى عقود وعقود.
الجريدة الرسمية