المضطر يركب "الكارو"!
لأكثر من كيلو متر تصطف الحافلات والشاحنات انتظارًا للحصول على السولار أمام محطات الوقود على الطريق الدائرى، الانتظار بالساعات، إهدار قيمة الوقت لا تعنى شيئًا لحكومة قنديل، هم لا يعرفون ولا يقدرون قيمة ساعة فى حياة المطحونين فى هذا الوطن، سائقون وعمال وسلع قد تفسد تحملها الشاحنات قد يقوم صاحب البضائع بتحميل ثمنها للسائق.
أذهلنى ما شاهدته من صور فى صدر صحيفة يومية شهيرة توضح لجوء عدد من المواطنين لاستخدام العربات "الكارو" فى تنقلاتهم، بسبب ندرة الوقود، المواطنون يركبون العربة التى يجرها حصان تفيض من وجوههم إمارات اليأس والغضب، لكن المضطر يركب "الكارو"، لتعود مصر مائة وخمسين عامًا إلى الوراء، قبل اختراع السيارات، حكومة قنديل تعود بمصر إلى الوراء بسرعة مذهلة.
ولأن شر البلية ما يضحك، فقد ساهم إضراب سائقى السرفيس – احتجاجًا على أزمة الوقود المستحكمة – إلى الضغط الشديد على حافلات النقل العام، فلجأ أصحاب الميكروباصات إلى حيلة شيطانية، بدفع أموال لبعض سائقى الاتوبيسات لتخفيض عدد ساعات عملهم والاتجاه إلى الجراجات بعد دور واحد أو اثنين على الأكثر، ليزداد الزحام الخانق فى جميع الشوارع والميادين، المبكى أننى وقفت نحو ساعة ونصف الساعة انتظارًا لأى وسيلة مواصلات تنقلنى من القاهرة الجديدة إلى أى محطة مترو أنفاق، ودعوت الله "يا رب افرجها" وتقف أمامى سيارة ميكروباص بها مقعد وحيد خالٍ.
ركبت بسرعة ودفعت ما طلبه السائق بلا أدنى تردد، وتلقى الجالس بجوارى مكالمة على هاتفه المحمول، يسأل صاحب العمل عن سر تأخر هذا العامل، ليرد: يا باشا الميكروباص عامل إضرام، وعلى الطرف الآخر يقول محدثه: اتأخرت ليه يا بنى آدم؟ ليرد الجالس بجوارى: يا باشا الميكروباص عامل إضرام، ولأننى فضيحة، فقد ضحكت بقهقهة شديدة على كلمة "إضرام"، ولحسن الحظ كان هاتفى فى يدى، فتظاهرت بأننى أقرأ رسالة وصلتنى!
هذا ما يفعله الإخوان وحكومتهم الفاشلة فى بسطاء الناس، لقد نجحوا – فقط – فى إعادة مصر إلى عصور العربة الكارو، ولا تؤاخذونى فقد اقتربت من حافة الجنون، لأغنى: اركب الحنطور واتحنطر..اهـ ..واتحنطر!
.. تاكسى..ع السراية الصفرا.. وحياتك!