رئيس التحرير
عصام كامل

السيسي يكسب معركة وزير العدل !



عند الثانية ظهرا من مساء أمس كانت دوائر صحفية تتداول بقوة خبر إقالة وزير العدل..كتب الخبر على صفحته أخي محمد رفعت وقال إن زملاءه في الجريده يتداولون الخبر نقلا عن زميلهم مندوب الجريدة في الرئاسة والذي يقول إن التغيير يطول ثلاثة وزراء وجار التحقق من الأمر وبعدها بساعات أعلن الخبر!


أما عن التفاصيل المؤكدة فنقول: بشكل غاضب استدعي السيسي أول أمس وزير الكهرباء ومعه وزراء آخرين..الضغوط تدفع لإقالة الوزير لكن وجهة نظر السيسي تري أن وزير الكهرباء هو أكثر وزراء الحكومة ارتباطا بمعظم الاتفاقات والمعاهدات الخاصة بالطاقة التي وقعت مع الصين ومع روسيا ومع شركات المؤتمر الاقتصادي التي وقعت معاهدات واتفاقيات مهمة مارس الماضي واستبعاده لا ينبغي أن يتم إلا بعد إثبات مسئوليته أولا عن حادث ماسبيرو أو بعد تجهيز البديل في وزارة الكهرباء ثانيا..والأول لم يثبت وبالتالي تم تأجيل البحث في الثاني !

في استدعاء الوزراء العاجل يوم الأحد ناقش السيسي دور وزارة التموين في محاربة الغلاء وهو ما تحول في اليوم التالي إلى نشاط كبير بالفعل في وزارة التموين إلا أن أزمة وزير العدل دخلت على الخط وباتت هي الطاغية على الجميع وهنا تم ملاحظة الآتي:

أنه ورغم أن الوزير أخطأ خطأ فادحا وعقابه واجب وضروري وغضب الجميع ضده معقول وصحيح وإيجابي إلا تم ملاحظة أن الصفحات المهمة التابعة لجماعة الإخوان والأخري التابعة لعناصر ليبرالية معروفة بعدم إيمانها بفكرة تكافؤ الفرص ـ بمختلف صيغة المعروفة ـ هي أكثر الصفحات تحريضا ضد الوزير وتداولا للموضوع ودفعها إلى مزيد من التداول وإعادة تدوير الموضوع.. وهنا أصبح مفهوما أن الهدف الأساسي هو حصار النظام وتشويه سمعته وضرب فكرة إيمانه بالعدل الاجتماعي وقبوله بالصمت على تصريحات الوزير يساهم في تراكم الغضب ضد السيسي والنظام وهو الغضب المخطط له من جهات مختلفة أن ينفجر في 30 يونيو القادم وأن أفلت النظام منها فعلي الأقل يتحول الغضب إلى تصويت انتقامي ضده في الانتخابات البرلمانية القادمة !

السيسي يؤمن بخطأ الوزير وضرورة اتخاذ قرار حاسم ضده إلا أن هناك مشكلتين أساسيتين: الأولى أنه يجب عقاب الوزير دون إهانته والثانية هو سفر رئيس الوزراء إلى فرنسا ولا يجب إهانة رئيس الوزراء أيضا وكان الحل الوسط هو إعلان رئيس الوزراء بنفسه قبول استقالة الوزير ليكسب السيسي المعركة ويتحول التحريض الإخواني إلى رصيد إضافي للسيسي أصاب الإخوان بالصدمة ولكن ورغم ذلك تظل قدرة السيسي على التعامل مع الواقع الأليم الخاص بضرب قيمة تكافؤ الفرص في مقتل وبما يطول كل أبناء الفقراء بلا استثناء ـ وليس أبناء جامعي القمامة كما يظن بعض الطيبين ـ من موظفين وعمال وفلاحين بل وأبناء الطبقي الوسطي غير المتنفذة وفقدانهم جميعا للقدرة على الحصول على نصيبهم العادل من الوظائف العليا طبقا لمعيار التفوق والكفاءة وهو ما سيدخل السيسي ـ إن تم ـ التاريخ حتى لو أنجزه على فترة طويلة!

أخيرا: كتبنا أمس الأول بعنوان "افرم يا سيسي " واندهشنا من سوء تعامل وزارة التموين مع أزمة ارتفاع أسعار السلع وقلنا إن عقابا واحدا لوزير أو لمحافظ سيغير معادلات كثيرة للفوضي والإهمال ومبدأ الثواب والعقاب في مصر وقلنا إن السيسي هو الرئيس الأعلي للسلطة التنفيذية ولا ينبغي الصمت عن أي إهمال أو تقصير بحجة احترام التسلسل الوظيفي أو مبدأ التبعية المباشرة..وها هو السيسي وقد بدأ الفرم بالفعل والبقية ستأتي !!
‫#‏افرم_ياسيسي‬
‫#‏تحياـمصر‬
‫#‏الجيشـ المصري ـرجال‬
الجريدة الرسمية