رئيس التحرير
عصام كامل

«هوس إسرائيل بالنيل» يتخطى الحدود.. «تل أبيب» تجدد تهديداتها بتجفيف منابع النهر.. تعد خطة لضرب السد العالي.. «تركيا وإثيوبيا» مفتاحيها للسيطرة على «النيل والفرات


استغل الاحتلال الإسرائيلى تراجع الدور المصرى خلال عهد جماعة الإخوان البائد، وأخذ يعبث بملف مياه نهر النيل، حيث لعب الصهاينة دورًا مشبوهًا داخل دول حوض النيل وخاصة إثيوبيًا، إلى جانب شن تهديدات علنية بضرب السد العالي كما جاء على لسان وزير خارجية الاحتلال، أفيجدور ليبرمان، والتي جددها مسئولون إسرائيليون في الأيام القليلة الماضية.


حرب القاهرة وتل أبيب
وبحسب تقرير إسرائيلي نشره موقع "نيوز ون" العبري، فإن إسرائيل عقدت مناقشات حول احتمالية نشوب حرب بينها وبين مصر في المستقبل القريب.
وجاء في التقرير، أن أوري ملشتاين، المؤرخ الإسرائيلي المتخصص في تاريخ الحروب الإسرائيلية، كشف خلال تلك المناقشات أن إسرائيل حددت خلال حقبة الستينيات خيارًا عسكريًا يمكنه وقف مياه نهر النيل من منابعها، بهدف انهيار الدولة المصرية.

تجفيف منابع النيل
وبحسب التقرير، فإن المسألة تمت مناقشتها في إطار ورشتين عمل شارك فيها العديد من المسئولين ومنهم يارون زكاي، المسئول السابق في "الموساد"، والذي أكد بدوره أنه حال اندلاع أي حرب قادمة مع مصر سيكون الخيار الأكثر راحة هو تدمير السد العالي، وإغراق كل الأراضي المصرية بمياه بحيرة ناصر الصناعية القريبة من السد.

وهذه التهديدات أطلقها ليبرمان من قبل خلال لقائه مع سفراء عدد من الدول الغربية في إسرائيل عام 2001، حيث قال أنه في حال نشوب حرب بين مصر وإسرائيل، على إسرائيل أن تفجر السد العالي، وتغرق المناطق المحاذية له، بمياه بحيرة ناصر.

تهديدات ليبرمان
وعند استلام ليبرمان مهام وزير الخارجية في حكومة نتنياهو السابقة، أبلغت مصر، إسرائيل حينها أن سفيرها لن يلتقي أبدًا ليبرمان حتى يعدل عن أقواله، إلا أن ليبرمان رفض الاعتذار عن تصريحاته البذيئة في حق الرئيس الأسبق حسني مبارك، على خلفية عدم قيامه بزيارة إسرائيل، قائلًا: "فليذهب إلى الجحيم".

ولم تكتفِ إسرائيل بالتهديدات فيما يخص العبث بمياه نهر النيل، بل امتد الأمر للتوغل داخل أفريقيا بحجة الاستثمارات والقيام بأنشطة خيرية من أجل دعم وتمويل المشاريع التي تعوق دون وصول نصيب مصر من مياه النيل.

جولات مكوكية بأفريقيا
وكان لـ«ليبرمان» جولات مكوكية داخل أفريقيا خصوصًا في دولتين هامتين من دول منابع النيل في ضوء ما وقعه من اتفاقيات مائية وزراعية مع كل من إثيوبيا وكينيا.
وإسرائيل حاولت من قبل سرقة مياه النيل من حصة مصر عبر سيناء من وراء ظهر دول حوض النيل، لكن رفض الشعب المصري ودول أفريقية من حوض النيل أفشل محاولات إسرائيل سرقة مياه النيل، وهي التي سرقت من قبل مياه نهر الأردن، وتسرق حاليًا مياه بحيرة طبريا، ومياه نهر الليطاني.

بداية الاهتمام الصهيوني
وقد بدأ الاهتمام الصهيوني بالمياه العربية في وقت مبكر؛ فقد كانت المسألة المائية قضية أساسية واكبت الحركة الصهيونية منذ نشأتها، فمفهوم الحدود الآمنة تدخل فيها منابع المياه في المنطقة وأساسًا نهر الأردن ونهر اليرموك ومياه جبل الشيخ ونهر الليطاني.
وفى تصريحات عدوانية عن مياه الدول العربية، قالت رئيسة وزراء إسرائيل السابقة "جولد مائير": إن التحالف مع تركيا وإثيوبيا يعني أن أكبر نهرين في المنطقة "النيل والفرات" سيكونان في قبضتنا"، وقد بدأت إسرائيل بتنفيذ خطتها لاستغلال المياه العربية منذ منتصف الستينيات.

المياه العربية
وخاضت تل أبيب حرب يونيو 1967 من أجل الوصول إلى المياه العربية، فاحتلت مصادر مياه نهر الأردن ومرتفعات الجولان، وأكملت ذلك بغزو لبنان عام 1982 لتكمل سيطرتها على نهر الليطاني، وبذلك حققت إسرائيل حلمها التاريخي، وأعلنت في عام 1990 على لسان خبيرها المائي توماس ناف، أن المياه في الأراضي العربية المحتلة باتت جزءً لا يتجزأ من إسرائيل-بحسب زعمها-.
الجريدة الرسمية